للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذين رَمَوْهُ بالجُنُونِ {بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (٦)} يعني الجُنُون (١)، وهو مصدر على وزن المَفْعُولِ كما يقال: ما لِفُلَانٍ مَجْلُودٌ ومَعْقُودٌ ومَعْقُولٌ؛ أي: جَلَدٌ وعَقْدٌ وعَقْلٌ (٢)، قال الراعي (٣):

٣٧٤ - حَتَّى إذا لَمْ يَتْرُكُوا لِعِظامِهِ... لَحْمًا وَلَا لِفُؤادِهِ مَعْقُولا (٤)

أي: عَقْلًا.

وقيل (٥): الباء بمعنى "في"، مَجازُهُ: فَسَتُبْصِرُ ويُبْصِرُونَ، في أيِّ الفَرِيقَيْنِ المَجْنُونُ؟ في فَرِيقِكَ يا محمد أو في فَرِيقِهِمْ؟ وقيل: معناه: أيُّكُم المَفْتُونُ؟


(١) فِي الأصل: "المجنون".
(٢) هذا قول الفراء، فقد قال: "وهو في مذهب الفُتُونِ". معانِي القرآن ٣/ ١٧٣، يعني: المصدر، وهو أحد قولين للزجاج في معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٢٠٥، وقاله ابن الأنباري في الزاهر ١/ ٣٢٦، وحكاه النحاس عن الحسن والضحاك، واستحسنه في إعراب القرآن ٥/ ٧، وينظر أيضًا: المحرر الوجيز ٥/ ٣٤٦، البحر المحيط ٨/ ٣٠٣، الدر المصون ٦/ ٣٥١.
(٣) هو عُبَيْدُ بن حُصَيْنِ بن معاوية بن جَنْدَلٍ، أبو جندل النُّمَيْرِيُّ، من فحول الشعراء الأمويين، من بادية البصرة، لُقِّبَ بالراعي لكثرة وصفه الإبلَ، وهو من أصحاب الملحمات، كان يُفَضِّلُ الفَرَزْدَقَ على جَرِيرٍ، فهجاه جريرٌ هِجاءً مُرًّا، توفِّي سنة (٩٠ هـ). [الشعر والشعراء ص ٤٢٢ - ٤٢٥، طبقات فحول الشعراء ص ٥٠٢، الأعلام ٤/ ١٨٨].
(٤) البيت من الكامل للراعي النُّمَيْرِيِّ، من قصيدة يمدح بها عَبْدَ الملك بن مروان.
التخريج: ديوانه ص ٢٣٦، معانِي القرآن للفراء ٢/ ٣٨، الزاهر لابن الأنباري ١/ ٣٢٦، الكشف والبيان ١٠/ ١١، أساس البلاغة: عقل، شمس العلوم ٧/ ٤٦٥٢، زاد المسير ٤/ ١٩٢، عين المعانِي ورقة ١٣٦/ أ، تفسير القرطبي ١٨/ ٢٢٩، اللباب في علوم الكتاب ١٩/ ٢٧٢.
(٥) هذا قول آخر للفراء في معانِي القرآن ٣/ ١٧٣، وهو قولٌ آخرُ للزجاج في معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٢٠٥، وحكاه الطبري والنحاس عن مجاهد، ينظر: جامع البيان ٢٩/ ٢٥، إعراب القرآن ٥/ ٧، وينظر أيضًا: مشكل إعراب القرآن ٢/ ٣٩٧، القرطبي ١٨/ ٢٢٩، البحر المحيط ٨/ ٣٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>