للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والباء زائدة كقوله تعالى: {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ} (١) و {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} (٢)، وهذا قول قتادة (٣) والأخفش (٤)، قال الراجز:

نَحْنُ بَنُو جَعْدةَ أرْبابُ الفَلَجْ

نَضْرِبُ بِالسَّيْفِ وَنَرْجُو بِالفَرَجْ (٥)

أي: نَرْجُو الفَرَجَ، ومعنى الآية: سَتَرَى يا محمد، ويَرَى أهْلُ مكة إذا نَزَلَ بِهِم العَذابُ ببَدْرٍ بأيِّكُم المفتونُ المَجْنُونُ الذي فُتِنَ بالجُنُونِ أنْتَ أم هُمْ؟، وهذا وَعِيدٌ لَهُمَ بالعَذاب يوم بَدْرٍ.

قوله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (٩)} يعني: وَدُّوا لو تَكْفُرُ فَيَكْفُرُونَ، يقال: أدْهَنَ الرَّجُلُ فِي دِينِهِ وداهَنَ فيه: إذا خانَ فيه، وأظْهَرَ خِلَافَ ما أضْمَرَ، والمُداهَنةُ: النِّفاقُ وتَرْكُ المُناصَحةِ والصِّدْقِ (٦).

قوله: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ} يعني كَثِيرَ الحَلِفِ بالباطل {مَهِينٍ (١٠)} هو "فَعِيلٌ" من المَهانةِ، وهو الضعيفُ الحَقِيرُ قَلِيلُ الرَّأْيِ والتمييزِ (٧)، وليس هو مأخوذًا من الهَوانِ.


(١) المؤمنون ٢٠.
(٢) الإنسان ٦.
(٣) ينظر قوله في جامع البيان ٢٩/ ٢٦، إعراب القرآن ٥/ ٧، تفسير القرطبي ١٨/ ٢٢٩.
(٤) معانِي القرآن للأخفش ص ٥٠٥.
(٥) تقدم برقم ٢٤، ١/ ٢٧٦.
(٦) قاله النقاش في شفاء الصدور ورقة ١٥٣/ أ، وحكاه الأزهري عن اللحيانِيِّ في تهذيب اللغة ٦/ ٢٠٧، وينظر: غريب القرآن للسجستانِيِّ ص ١٦٠.
(٧) قاله الزجاج والنحاس، بنظر: معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٢٠٥، إعراب القرآن ٥/ ٨، وفعله مَهُنَ يَمْهُنُ، ومصدره المهانةُ، ينظر: شفاء الصدور ورقة ١٥٣/ أ، تهذيب اللغة ٦/ ٣٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>