للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: {هَمَّازٍ}؛ أي: مُغْتابٍ يأكل لُحُومَ الناسِ، وأصل الهَمْزِ: الغَمْزُ، وقيل لبعض الأعراب: الفَأْرةُ تُهْمَزُ؟ فقال: السِّنَّوْرُ يَهْمِزُها (١)، وقوله: {مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (١١) أي: قَتّاتٍ يَمْشِي بالنميمة بين الناس {مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ} بِخَيلٍ بالمال {مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (١٢)} غَشُومٍ ظَلُومٍ يَعْتَدِي على الحق، أثِيمٍ فِي جميع أفعاله فاجِرٍ {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (١٣)} العُتُلُّ هو الشَّدِيدُ الخُصُومةِ فِي الباطِلِ (٢)، وقيل (٣): الغَلِيظُ الجافِي، وقيل (٤): الفاحِشُ الخُلُقِ السَّيِّئُ الخَلْقِ، وقيل (٥): هو الأكُولُ الشَّرُوبُ القَوِيُّ الشَّدِيدُ، وقيل (٦): هو الشَّدِيدُ فِي كُفْرِهِ، وكُلُّ شَدِيدٍ عند العرب فهو عُتُلٌّ، وأصله من العَتْلِ وهو الدَّفْعُ بالعُنْفِ، بُنِيَ على "فُعُلٍّ" (٧).


(١) هذا القول ذكره ابن الأنباري في الزاهر ٢/ ١٣٢، ١٣٣، وينظر: الصحاح ٣/ ٩٠٢، غريب القرآن للسجستانِيِّ ص ١٦١، تصحيح الفصيح وشرحه ص ٤٣١، المحرر الوجيز ٥/ ٣٤٧، عين المعانِي ورقة ١٣٦/ أ، والسنور: القِطُّ.
(٢) قاله الكلبي والفراء، ينظر: معانِي القرآن للفراء ٣/ ١٧٣، تهذيب اللغة ٢/ ٢٧٠، زاد المسير ٨/ ٣٣٢، تفسير القرطبي ١٨/ ٢٣٢، البحر المحيط ٨/ ٣٠٠.
(٣) قاله ابن قتيبة والزجاج والأزهري، ينظر: غريب القرآن لابن قتيبة ص ٤٧٨، معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٢٠٦، تهذيب اللغة ٢/ ٢٧٠، وينظر أيضًا: زاد المسير ٨/ ٣٣٢.
(٤) قاله عَلِيُّ بن أبي طالب والحسنُ، ينظر: الكشف والبيان ٧/ ١٢، الوسيط ٤/ ٣٣٥، تفسير القرطبي ١٨/ ٢٣٣.
(٥) قاله عبيد بن عمير والليث، ينظر: جامع البيان ٢٩/ ٣٠، تهذيب اللغة ٢/ ٢٧٠، الكشف والبيان ١٠/ ١٢، الوسيط ٤/ ٣٣٥، زاد المسير ٨/ ٣٣٢، تفسير القرطبي ١٨/ ٢٣٣.
(٦) قاله عكرمة والكلبي وأبو عبيدة، ينظر: مجاز القرآن ٢/ ٢٦٤، الكشف والبيان ١٠/ ١٢، عين المعانِي ورقة ١٣٦/ أ.
(٧) حكاه النقاش عن محمد بن نعيم في شفاء الصدور ورقة ١٥٣/ ب، وقال الأزهري: "وقال أبو معاذ النحوي: العَتْلُ: الدَّفْعُ والإرْهاقُ بالسُّوْقِ العَنِيفِ. . . ابن السكيت: عَتَلْتُهُ إلَى السِّجْنِ وعَتَنْتُهُ فأنا أعْتِلُهُ وأعْتُلُهُ وأعْتُنُهُ: إذا دَفَعْتَهُ دَفْعًا عَنِيفًا". تهذيب اللغة ٢/ ٢٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>