للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: {بَعْدَ ذَلِكَ}؛ أي: مع ما وَصَفْناهُ به {زَنِيمٍ} الزَّبيمُ هو المُلْحَقُ النَّسَبِ المُلْصَقُ بالقوم وليس منهم (١)، قال عَلِيُّ بن أبِي طالب -كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ- (٢): الزَّنِيمُ: الذي لا أصْلَ لَهُ.

وقيل (٣): الزَّنِيمُ هو الذي له زَنَمةٌ كَزَنَمةِ الشّاةِ، كما كان للوليد بن المُغِيرةِ زَنَمةٌ من أسْفَلِ أُذُنِهِ، فهو يُعْرَفُ باللُّؤْمِ كما تُعْرَفُ الشّاةُ بِزَنَمَتِها. ويقال (٤): تَيْسٌ زَنيمٌ: إذا كان له زَنَمَتانِ، وهما الحَلَمَتانِ المُعَلَّقَتانِ فِي حَلْقِهِ.

والمَعْنِيُّ بذلك كله (٥) قيل: الوليد بن المغيرة، وقيل: الأخْنَسُ بن شَرِيقٍ (٦)، وقيل: الأسْوَدُ بن عبد يَغُوثَ (٧). قال الشاعر في الزنيم:


(١) قاله الفراء وأبو عبيدة والزجاج، ينظر: معانِي القرآن للفراء ٣/ ١٧٣، مجاز القرآن ٢/ ٢٦٥، معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٢٠٦، وينظر: غريب القرآن للسجستانِي ص ١٦١.
(٢) ينظر: الكشف والبيان ١٠/ ١٣، مجمع البيان ١٠/ ٨٩، تفسير القرطبي ١٨/ ٢٣٤.
(٣) قاله ابن عباس والضحاك ومجاهد، ينظر: تفسير مجاهد ٢/ ٦٨٨، جامع البيان ٢٩/ ٣٣، شفاء الصدور ورقة ١٥٣/ ب، الكشف والبيان ١٠/ ١٣، زاد المسير ٨/ ٣٣٣، عين المعاني ورقة ١٣٦/ أ، تفسير القرطبي ١٨/ ٢٣٤.
(٤) قاله أبو عبيدة في مجاز القرآن ٢/ ٢٦٥، وينظر: غريب القرآن للسجستانِي ص ١٦١.
(٥) ينظر: جامع البيان ٢٩/ ٣٢، تفسير القرطبي ١٨/ ٢٣٥، فتح الباري ٨/ ٥٠٧، لباب النقول ص ٢٠١.
(٦) الأخْنَسُ بن شَرِيقِ بن عمرٍو، أبو ثعلبة الثَّقَفِيُّ، اسمه أُبَيٌّ، جاء إلى الرسول وقال: إنِّي أريد الإسلام، ويَعْلَمُ اللَّهُ إنِّي لَصادِقٌ، فَأُعْجِبَ النَّبِيُّ بحديثه، فلما خرج من عند النَّبِيِّ، مَرَّ بزرع لِقَوْمٍ من المسلمين وحُمُرٍ، فأحرق الزرع، وعَقَرَ الحُمُرَ، ثم أسلم بعد ذلك، وشهد حُنَيْنًا، ومات في أول خلافة عمر رحمه اللَّه. [أسد الغابة ١/ ٤٧، ٤٨، الإصابة ١/ ١٩٢].
(٧) الأسْوَدُ بن عَبْدِ يَغُوثَ بن وهب بن عبد مَنافٍ الزُّهْرِيُّ، خال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، كان من المستهزئين بالإسلام، ومات على كفره. [سيرة ابن هشام ٢/ ٢٧٧، تاريخ دمشق ٣٤/ ٢٢٠ - ٢٢١].

<<  <  ج: ص:  >  >>