للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونصارى، وواحد الطرائق طريقة، والقِدَدُ: الفِرَقُ، واحدتها قِدّةٌ (١)، وأصلها من القَدِّ وهو القَطْعُ، قال لَبِيدٌ يَرْثِي أخاه إرْبِدَ (٢):

٤٠٥ - لَمْ تَبْلُغِ العَيْنُ كُلَّ نَهْمَتِها... لَيْلةَ تُمْسِي الجِيادُ كالقِدَدِ (٣)

وقال آخر:

٤٠٦ - وَلَقَدْ قُلْتُ وَزيدٌ حاسِرٌ... يَوْمَ وَلَّتْ خَيْلُ عَمْرٍو قِدَدا (٤)

ويُقالُ لِكُلِّ ما قُطِّعَ من الأدِيمِ: قِدّةٌ، وجمعها قِدَدٌ، ويقال: صارَ القَوْمُ قِدَدًا: إذا تَفَرَّقَتْ حالَاتُهُمْ، قال مجاهد (٥): يعني: مسلمين وكافرين، وقال الحسن (٦): الجِنُّ أمْثالُكُمْ، منهم قَدَرِيّةٌ ومُرْجِئةٌ ورافِضةٌ وشِيعةٌ.


(١) قاله أبو عبيدة وابن قتيبة، ينظر: مجاز القرآن ٢/ ٢٧٢، غريب القرآن لابن قتيبة ص ٤٩٥، وينظر أيضًا: ياقوتة الصراط ص ٥٣٥، تهذيب اللغة ٨/ ٣٦٨.
(٢) في الأصل: "إربدا".
(٣) البيت من المنسرح لِلَبِيدٍ، ورواية ديوانه:
لَمْ يُبْلِغِ العَيْنَ كُلَّ نَهْمَتِها
اللغة: النَّهْمةُ: كُلُّ ما تَطْمَحُ فِيهِ النَّفْسُ، يعني: أنه لَمْ يَسْمَحْ لِعَيْنِهِ أنْ تَطْمَحَ إلَى هَذِهِ الأُمُورِ في وَقْتِ الشِّدّةِ، القِدَدُ: سُيُورُ الجِلْدِ، يعني: أنَّ الخَيْلَ ضامِرةٌ إمّا لِجَدْبِ الزَّمانِ أوْ اسْتِعْدادًا لِلْحَرْبِ.
التخريج: ديوانه ص ٥٠، السيرة النبوية لابن هشام ٤/ ٩٩٣، الأغانِي ١٥/ ١٣٩، الكشف والبيان ١٠/ ٥١، عين المعانِي ورقة ١٣٨/ أ، تفسير القرطبي ١٩/ ١٥، السيرة النبوية لابن كثير ٤/ ١١٣، اللباب في علوم الكتاب ١٩/ ٤٢٤، فتح القدير ٥/ ٣٠٦.
(٤) البيت من الرَّمَلِ، لِلَبِيدٍ كما ذَكَرَ الشوكانِيُّ، ولَمْ أقف عليه في ديوانه.
التخريج: تفسير القرطبي ١٩/ ١٦، الكشف والبيان ١٠/ ٥٢، فتح القدير ٥/ ٣٠٦.
(٥) ينظر قوله في جامع البيان ٢٩/ ١٣٩، الوسيط ٤/ ٣٦٦.
(٦) ينظر قوله في الوسيط ٤/ ٣٦٦، زاد المسير ٨/ ٣٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>