للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنْ دُونِهَا سِتْرًا} (١)، وتغرب الشمس عند مدينة يقال لها: جابَرْسُ (٢)، لها ألف باب، على كل باب منها ألف حَرَسِيٍّ، فيتضاعفون فرقًا منهم، فلولا صِياحُهُمْ لسمعتم وَجِيبَها إذ هي سقطت.

قرأ أهل الحجاز وأبو عمرو وحَفصٌ: {رَبُّ الْمَشْرِقِ} بالرفع على الابتداء (٣)، وخبره: {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (٩)} يعني: كفيلًا بما وَعَدَكَ أنه سيفعله لك، وقيل (٤): هو رفع على إضمار "هُوَ"، وقرأ الباقون بالخفض (٥) على نعت الرب، وقيل: على البدل من قوله: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ}.

قوله: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ} لك يا محمد من التكذيب والأذي


(١) الكهف ٩٠.
(٢) في الأصل: "جابرسا". وأما جابَلْقُ وجابَرْسُ، أو جابَلْصُ، فهما مدينتان، قال الخليل: "جابَلْقُ وجابَلْصُ: مدينتان، إحداهما بالمَشْرق، والأخرى بالمغرب، ليس خلفها أنيس". العين ٥/ ٢٤٣.
وقال الأزهري: "جابَلْقُ وجابَلْصُ مدينتان إحداهما بالمشرِق والأُخرى بالمغرب، ليس وراءهما إنْسِيٌّ؛ ورُوِيَ عن الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ، رحمه اللَّه، حديثٌ ذَكَرَ فيه هاتين المدينتين، ويقال: جابَلَقُ وجابَرَصُ، قَيَّدَهُما أبو هاشم كذلك"، التهذيب ٩/ ٣٨٤، وينظر أيضًا: معجم البلدان ٢/ ٩١، معجم ما استعجم ١/ ٣٥٤، القاموس المحيط ص ٧٩٢ جابلص، ١١٢٥ جابلق، اللسان: جبلق، التاج: جبلق، جبلص.
(٣) قاله الأخفش والنحاس والفارسي، ينظر: معانِي القرآن للأخمش ص ٥١٣، إعراب القرآن ٥/ ٥٧، الحجة للفارسي ٤/ ٧٢.
(٤) قاله الأزهري والفارسي، ينظر: معانِي القراءات ٣/ ١٥٥، الحجة للفارسي ٤/ ٧٢.
(٥) قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو، وحَفْصٌ عن عاصمٍ، وابنُ محيصن ومجاهدٌ وابنُ أبِي إسحاقَ: {رَبُّ الْمَشْرِقِ} بالرفع، وقرأ أبو بكر عن عاصم، وابنُ عامر وحمزةُ والكسائيُّ ويعقوبُ وخلف والأعمش وابن محيصن بالخفض، ينظر: السبعة ص ٦٥٨، تفسير القرطبي ١٩/ ٤٥، البحر المحيط ٨/ ٣٥٥، الإتحاف ٢/ ٥٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>