للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم بَيَّنَ لِمَنْ أُرْصِدَتْ، فقال: {لِلطَّاغِينَ} يعني الكافرين {مَآبًا (٢٢)} يعني: مَرْجِعًا يَؤُوبُونَ إليه، قيل (١): إن جهنم تَرْصُدُ أهْلَها كما يَرْصُدُ الأسَدُ الوَحْشَ، قيل: نزلت هذه الآية في الوليد بن المغيرة.

ثم قال تعالى: {لَابِثِينَ فِيهَا} يعني: فِي جهنم {أَحْقَابًا (٢٣)} نصب على الظرف يعني أزْمِنةً، قرأ العامة: {لَابِثِينَ} بالألف، وقرأ عَلْقَمةُ وَحَمْزةُ: {لَبِثِينَ} (٢) بغير ألِفٍ، وهما لغتان بمعنًى واحدٍ، مثل طَمِعٍ وَطامِعٍ وَفَرِهٍ وفارِهٍ (٣)، وهو منصوب على الحال، والأحقاب جمع حُقَبٍ، والحُقْبُ جَمْعُ حُقْبةٍ (٤)، قال مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرةٍ (٥):


(١) حكاه النقاش عن الحسن في شفاء الصدور ورقة ٢٠٢/ أ.
(٢) قرأ ابن مسعود وَعَلْقَمةُ وحَمْزةُ والأعمش وزيد بن عَلِيٍّ وابنُ وَثّابٍ وعمرو بن ميمون وعمرو ابن شُرَحْبِيلَ وطلحة وقتيبة وسَوْرةُ: {لَبِثِينَ} بغير ألف، وذكر القرطبي أنها قراءة الكسائي أيضًا، ينظر: السبعة ص ٦٦٨، تفسير القرطبي ١٩/ ١٧٨، البحر المحيط ٨/ ٤٠٥.
(٣) قاله الفراء في معاني القرآن ٣/ ٢٢٨، وحكاه عنه الأزهري في التهذيب ١٥/ ٩٢، وينظر: الحجة للفارسي ٤/ ٩٣، وقد سبق مثل ذلك فِي الآية (١٤٩) من سورة الشعراء ١/ ٤٢٤.
(٤) يعني أنه جمع الجمع، وهذا قول الطبري في جامع البيان ٣٠/ ١٤، وأجازه النحاس، فقال: "ويجوز أن يكون أحْقابٌ جمع حُقْبٍ". إعراب القرآن ٥/ ١٣٠، وينظر: الكشف والبيان ١٤٠/ ١١٥، وذكره الرَّبَعِيُّ بغير عزو في نظام الغريب ص ٢٢٩، وينظر: المحرر الوجيز ٥/ ٤٢٦.
(٥) مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرةَ بن جَمْرةَ بن شَدّادٍ اليَرْبُوعِيُّ، أبو نَهْشَلٍ التَّمِيمِيُّ شاعر فحل من أشراف قومه، اشتهر في الجاهلية والإسلام، أشهر شعره رثاؤه لأخيه مالك، وكان شديد الحزن عليه، سكن المدينة في أيام عُمَرَ، وتوفِّيَ سنة (٣٠ هـ). [أسد الغابة ٤/ ٢٩٨ - ٢٩٩، الإصابة ٥/ ٥٦٦ - ٥٦٨، الأعلام ٥/ ٢٧٤].

<<  <  ج: ص:  >  >>