للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القوم: هو الذي يَسْعَى بينهم بالصلح (١)، قال الشاعر:

٤٧١ - وَما أدَعُ السِّفارةَ بَيْنَ قَوْمِي... وَما أمْشِي بِغِشٍّ إنْ مَشَيْتُ (٢)

قال الفَرّاءُ (٣): السَّفَرةُ هاهنا هم الملائكة الذين يَسْفِرُونَ بِالوَحْيِ بين اللَّه ورسله، من السِّفارةِ وهو السَّعْيُ بين القوم، وعن وهب بن مُنبِّهٍ أنه قال (٤): هم أصحاب محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-.

ثم أثنى عليهم، فقال: {كِرَامِ} يريد: على ربهم {برَرَةٍ (١٦)} مطيعين، وهو جمع بارٍّ مثل كافِرٍ وَكَفَرةٍ، وَساحِرٍ وَسَحَرةٍ، والبرُّ: العَطْفُ، ومنه: بَرَرْتُ صَدِيقِي أبِرُّةُ بِرًّا، وَبَرَّكَ اللَّهُ؛ أي: وَصَلَكَ اللَّهُ، وخفض كِرَامٍ على النعت لـ {سَفَرَةٍ}.

قوله: {قُتِلَ الْإِنْسَانُ} يعني: لُعِنَ الكافرُ، وأراد به اسم الجنس، وقيل: أراد عتبة بن أبِي لهب {مَا أَكْفَرَهُ (١٧) أي: ما أشَدَّ كُفْرَهُ باللَّه وَبِنِعَمِهِ مع كثرة


= الرسول المُصْلِحُ بين القوم، والجمع سُفَراءُ مثل فَقِيهٍ وَفُقَهاءَ". الصحاح ٢/ ٦٨٦.
(١) قال النقاش: "والسافر: الكاتب، وسمعتُ ثعلبًا يقول: وإنما سُمُّوا سَفَرةً، وهم الملائكة الحَفَظةُ؛ لأنهم يَسْفِرُونَ بَيْنَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وبين خَلْقِهِ". شفاء الصدور ورقة ١٢٨/ ب.
(٢) البيت من الوافر لِمُوسَى بن جابر بن أرْقَمَ اليَمامِيِّ المعروف بابن ليلى، ويلقب بِأُزَيْرِقِ اليَمامةِ.
التخريج: معانِي القرآن للفراء ٣/ ٢٣٦، جامع البيان ٣٠/ ٦٨، الزاهر لابن الأنباري ١/ ٧٨، ٢/ ١٣١، معجم الشعراء ص ٢٨٥، الكشف والبيان ١٠/ ١٣٢، البصائر والذخائر ٢/ ١٩٢، التبيان للطوسي ١٠/ ٢٧٢، مجمع البيان ١٠/ ٢٦٥، زاد المسير ٩/ ٣٠، تفسير القرطبي ١٩/ ٢١٦، تفسير ابن كثير ٤/ ٥٠٢، البحر المحيط ٨/ ٤١٧، فتح الباري ٨/ ٦٩٢، الدر المصون ٦/ ٤٨٠، اللباب في علوم الكتاب ٢٠/ ١٥٩، فتح القدير ٥/ ٣٨٣.
(٣) معانِي القرآن ٣/ ٢٣٦ باختلاف في ألفاظه.
(٤) ينظر قوله في الكشف والبيان ١٠/ ١٣٢، المحرر الوجيز ٥/ ٤٣٨، زاد المسير ٩/ ٢٩، تفسير القرطبي ١٩/ ٢١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>