للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعني: غير الفرقدَينِ، قال الزَّجّاج (١): المعنى: وكلُّ أخ غيرَ الفرقَدَيْنِ مفارقُه أخوه.

قوله: {لَفَسَدَتَا}؛ أي: لَخَرِبتا وبَطَلتا وهلَكتا وهلَكَ من فيهما لوجود التمانع بين الآلهة ولم يَجْرِ أَمْرُ العالَمِ على النظام؛ لأنّ كلَّ أَمْرٍ صَدَرَ عن اثنين فأكثر لم يَجْرِ على النظام (٢).

قوله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا}، ثم نَزَّهَ نفسَه عما يقولون فقال: {سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (٢٦)} أي: بل هم عبادٌ مُكْرَمون، يعني: الملائكة، نزلت هذه الآيةُ في خُزاعة، حيث قالوا: الملائكةُ بناتُ اللَّه -جَلَّ وعز عن ذلك-.

قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا} قرأ ابن كثير (٣): {ألَمْ يَر} بغير واو (٤)، والمعنى: أولم يعلم الذين كفروا {أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا}


= معاني القرآن للأخفش ص ١١٦، المقتضب ٤/ ٤٠٩، معاني القرآن وإعرابه للزجاج ٣/ ٣٨٨، ٤/ ١٥٨، الزاهر ٢/ ٣٩٢، شرح أبيات سيبويه ٢/ ٤٦، البيان للأنباري ٢/ ٢٤٠، شرح الجمل لطاهر بن أحمد ١/ ٣٧٥، شمس العلوم ١/ ١٣٤، شرح المفصل ٢/ ٨٩، رصف المبانِي ص ٩٢، اللسان: ألا، الجنى الدانِي ص ٥١٩، مغني اللبيب ص ١٠١، ٧٣٩، شرح شواهد المغني ص ٢١٦، خزانة الأدب ٣/ ٤٢١، ٩/ ٣٢١، ٣٢٢.
(١) معاني القرآن وإعرابه ٣/ ٣٨٨.
(٢) من أول قوله: "لخربتا وبطلتا" قاله الواحدي في الوسيط ٣/ ٢٣٤، وينظر: زاد المسير ٥/ ٣٤٥.
(٣) عبد اللَّه بن كثير الداري المكي أبو معبد، أحد القراء السبعة، فارسي الأصل، كان قاضي الجماعة بمكة، كان عطارًا وكانوا يسمون العطار دارُّيا فَلُقّبَ بالدّارِيِّ، ولد بمكة سنة (٤٥ هـ)، وتوفِّي بها سنة (١٢٠ هـ). [غاية النهاية ١/ ٤٤٣: ٤٤٥، الأعلام ٤/ ١١٥].
(٤) وهي أيضًا قراءة ابن محيصن وحميد وشبل بن عباد، ينظر: السبعة ص ٤٢٨، تفسير القرطبي ١١/ ٢٨٢، البحر المحيط ٦/ ٢٨٦، إتحاف فضلاء البشر ٢/ ٢٦٢، ٢٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>