للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"يدعو من ضُرُّه أقربُ من نفعه"، وهكذا قَرأَها ابنُ مسعود (١)، وقال طاهرُ بن أحمد (٢): من قال: اللام هاهنا زائدةٌ ففاسدٌ؛ لأنّها لا تقَعُ أولًا في أقوى مراتبها وتكون زائدةً، وإنّما زيدت وسطًا في قول بعضهم:

١٢ - أُمُّ الحُلَيْسِ لَعَجُوزٌ شَهْرَبَهْ

تَرْضَى مِنَ الَّلحْمِ بِعَظْمِ الرَّقَبَهْ (٣). . . (٤)


(١) ينظر: مختصر ابن خالويه ص ٩٦، تفسير القرطبي ١٢/ ٢٠، البحر المحيط ٦/ ٣٣٢.
(٢) طاهر بن أحمد بن بابشاذ، أبو الحسن المصري الجوهري، إمام عصره في النحو، كان تاجرًا في الجوهر، تعلم بالعراق وتولى إصلاح ما يصدر عن ديوان الإنشاء بمصر، ثم لزم بيته حتى توفِّي سنة (٤٦٩ هـ)، من كتبه: شرح جمل الزجاجي، شرح الأصول. [إنباه الرواة ٢/ ٩٧ - ٩٥، بغية الوعاة ٢/ ١٧، الأعلام ٣/ ٢٢٠].
(٣) البيتان من الرجز المشطور لرؤبة بن العجاج، ونُسِبا لعنترة بن عروس، وليزيد بن ضبة.
اللغة: الحليس: تصغير حِلْسٍ، وهو كساء رقيق يوضع تحت البرذعة، وهذه الكنية في الأصل للأتان، الشهربة والشهبرة: العجوز الكبيرة.
والشاهد فيه قوله: "أم الحليس لعجوز"، حيث دخلت لام الابتداء على الخبر المؤخر، وخرج على أن اللام زائدة، أو أن "عجوز" خبر ابتداء محذوف وهذه اللام كانت داخلة عليه، والتقدير: لَهِيَ عَجُوزٌ.
التخريج: ملحقات ديوان رؤبة ص ١٧٠، مجاز القرآن ١/ ٢٢٣، ٢/ ٢٢، ١١٧، معاني القرآن وإعرابه ٣/ ٣٦٣، إعراب القرآن للنحاس ٣/ ٤٦، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٦٦، البيان للأنباري ٢/ ١٤٥، شرح المفصل ٣/ ١٣٠، ٧/ ٥٧، ٨/ ٢٣، شرح الكافية للرضي ٤/ ٣٧٤، ٣٨٢، رصف المباني ص ٣٣٦، الجنى الداني ص ١٢٨، اللسان: شهرب، ارتشاف الضرب ص ١٢٦٩، ٢٣٩٧، ٢٣٩٨، مغني اللبيب ص ٣٠٤، ٣٠٧، المقاصد النحوية ١/ ٥٣٥، ٢/ ٢٥١، خزانة الأدب ١٠/ ٣٢٢ - ٣٢٦.
(٤) انتهى كلام طاهر بن أحمد، وقد ذكره في معرض حديثه عن إجراء القول مجرى الظن، وأن "يَدْعُو" في الآية بمعنى "يَقُولُ"، فقال: "وقد أُجْرِيَتْ أفعالٌ مُجْرَى القول، من ذلك قراءة بعضهم: {فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ}؛ لأن الدعاء قول في المعنى، ومن ذلك قوله سبحانه في أحد الوجوه: {يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ}؛ أي: يقول، فأما قوله من قال: إن اللام زائدة في قوله: {لَمَنْ} ففاسد؛ لأنها لا تقع. . . إلخ"، شرح جمل الزجاجي لطاهر بن أحمد ١/ ١٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>