للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْعَشِيرُ (١٣) أي: الصاحب والمُخالِط، يعني: الصَّنم يخالطُ العابدَ له ولصاحبُه.

قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ}؛ أي: أن لن ينصرَ اللَّهُ محمدًا -صلى اللَّه عليه وسلم- حتى يُظهرَه على الدِّين كلِّه {فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ}؛ أي: فَلْيَشْدُدْ حَبْلًا في سقفه {ثُمَّ لْيَقْطَعْ}؛ أي: لِيَمُدَّ الحَبْلَ حتى ينقطع فيموتَ مختنقًا، والمعنى: فلْيختنِقْ غيظًا حتى يموتَ، فإنّ اللَّه مُظْهِرُهُ ولا يَنْفَعُهُ غيظُهُ، وذلك قوله: {فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (١٥)}.

قرأ أبو عَمْرٍو وابنُ عامر ووَرْش: {ثُمَّ لْيَقْطَعْ}، {ثُمَّ لْيَقْضُوا} بكسرِ اللام فيهما، وتابَعَهُمْ قُنْبُلٌ (١) على كسر اللام في {لْيَقْضُوا} فقط، وقَرأَ الباقون بالإسكان فيهما (٢)، وقوله: {هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ} يعني: صَنِيعُهُ وحِيلَتُهُ {مَا يَغِيظُ}، قيل (٣): "ما": بمعنى "الَّذِي"، مجازه: هل يُذهِبَنَّ كيدُه الذي يَغِيظُه؟ فحذف الهاءَ


= الصناعة ص ٤٠٣، وينظر: التبيان ص ٩٣٥، أمالي ابن الحاجب ١/ ٢٠، عين المعاني ٨٥/ أ، البحر المحيط ٦/ ٣٣١، الدر المصون ٥/ ١٣٠.
(١) هو: محمد بن عبد الرحمن بن محمد أبو عمر المكي المخزومي بالولاء، كان إمامًا متقنًا انتهت إليه مشيخة الإقراء بالحجاز في عصره، ورحل الناس إليه، ووَلِيَ شرطة مكة، وكان لا يَييها إلا أهلُ العلم والفضل، وبها توفي سنة ٢٩١ هـ. [غاية النهاية ٢/ ١٦٥، ١٦٦، سير أعلام النبلاء ١٤/ ٨٤، الأعلام ٦/ ١٩٠].
(٢) قرأ: {ثُمَّ لِيَقْطَعْ} و {ثُمَّ لِيَقْضُوا} بكسر اللام فيهما ابنُ كثير في رواية القواس عنه، وأبو عمرو وابن عامر، ونافعٌ في رواية وَرْشٍ وابنِ أبي أويس عنه، وهي أيضًا قراءة رُوَيْسٍ واليزيديِّ، وقرأ قنبلٌ بكسر اللام في {لِيَقْضُوا} فقط، ووافقه ابن محيصن ورَوْحٌ في رواية مهران عنه، وأبو جعفر في رواية ابن جماز عنه، ينظر: السبعة ص ٤٣٤، حجة القراءات ص ٤٧٣، التيسير ص ١٥٦، النشر ٢/ ٣٢٦، الإتحاف ٢/ ٢٧٢.
(٣) قاله الأخفش في معاني القرآن ص ٤١٤، وينظر: البحر المحيط ٦/ ٣٣٣، الدر المصون ٥/ ١٣١، ١٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>