للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ}؛ أي: بَعُدَ إِخْراجُكُمْ للوعد الذي توعَدون، وهو بعدَ الموت، والأصواتُ بمنزلة الفعل دون المصدر، لا حَظَّ لها من الإعراب كالفعل الماضي المُقْسَمِ به، وهو اسمٌ سُمِّيَ به الفعلُ وهو "بَعُدَ"، كما قالوا: "صَهْ" بمعنى: اسكُتْ، و"مَهْ" بمعنى: لا تفعَلْ، وليس له اشتقاق.

واختلفوا في الوقفِ عليها، فكان ابنُ كثيرٍ والكسائيُّ يقفان على "هَيْهاتَ" الثانِي بالهاء (١)، ووَقَف الباقونَ عليها بالتاء، وكذلك الفَرّاء (٢)، ورُوِيَ عن أبِي عَمْرٍو بن العلاء أنه قال (٣): إذا وَقَفتَ فقُلْ: هَيْهاهْ بهاء، ويدلُّ على هذا ما رُوِيَ عن سيبوَيْه أنه قال: هي بمنزلة عَلْقاةَ (٤)، يعني: في التأنيث، وإذا كان كذلك كان الوقفُ بالهاء.

قال الفَرّاء (٥): كان الكِسائيُّ يختارُ الوقفَ بالهاء، وأنا أختار التاءَ. وعندَه أنّ هذه التاءَ ليست بهاءِ التأنيث، ولا خلافَ في الأول أنه بالتاء.


= ينظر: البيان ٢/ ١٨٤، وينظر تفصيل ذلك في كتاب: اسم الفعل في كلام العرب والقرآن الكريم للدكتور/ السيد محمد عبد المقصود ص ٣٦٣.
(١) ووقف على الثانِي بالهاء أيضًا البَزِّيُّ وقُنْبُلٌ ومجاهد وعيسى بن عمر، ووقف عليها الباقون بالتاء، وروي عن أبي عمرو أيضًا أنه كان يقف بالتاء، ينظر: معاني القرآن للفراء ٢/ ٢٣٦، الكشف عن وجوه القراءات ١/ ١٣١، غيث النفع ص ١٩٥، القرطبي ١٢/ ١٢٣، التيسير ص ٦٠.
(٢) معاني القرآن ٢/ ٢٣٦.
(٣) ينظر قوله في إيضاح الوقف والابتداء ص ٢٩٨، تهذيب اللغة ٦/ ٤٨٤، الوسيط ٣/ ٢٨٩.
(٤) قال سيبويه: "وسألته [يعني يونس] عن هيهاتِ اسم رجل وهيهاةَ، فقال: أما من قال: هيهاةَ فهي عنده بمنزلة عَلْقاةَ، والدليل على ذلك أنهم يقولون في السكوت: هيهاهْ، ومن قال: هيهاتِ فهي عنده كَبَيْضاتٍ". الكتاب ٣/ ٢٩١.
(٥) معاني القرآن ٢/ ٢٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>