للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قول العرب: بحرٌ لُجِّيٌّ ولجِّيٌّ، ودُرِّيٌّ ودِرِّيٌّ، وكُرْسِيٌّ وكِرْسِيٌّ.

وقال الفَرّاء (١) والكسائي (٢): الكسرُ بمعنى: الاستهزاء بالقول، والضمُّ بمعنى: التسخير والاستعباد بالفعل. ولم يختلفوا في سورة الزُّخرف (٣) أنه بالضمِّ؛ لأنه بمعنى: التسخير والاستعباد، [إلّا ما رُوي عن ابن مُحيصِن، أنه كَسَرَهُ] (٤) قياسًا على سائره، وهو غير قَوِيٍّ، وعلى القراءتَيْنِ جميعًا هو مصدرٌ وُصِفَ به، ولذلك أفرد.

قوله تعالى: {إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا} على استهزائكم وأذاكم في الدُّنيا، والجزاء: مقابلة العمل بما يستحقُّ به عليه من ثواب أو عقاب، وقوله: {أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ (١١١) أي: الناجون، وهو في موضع المفعول الثاني لـ "جَزَيْتُ"، والمعنى: جزَيتُهم اليومَ بِصَبْرِهِم الفوزَ.

قَرأَ حمزةُ والكسائيُّ والأعمش (٥): {إِنَّهُمْ} بكسر الألف: على


= وإعرابه ٤/ ٢٤، وينظر: معانِي القراءات للأزهري ٢/ ١٩٧، الكشف والبيان ٧/ ٥٨، عين المعانِي ورقة ٨٨/ ب، وهو قول الفراء والكسائي أيضًا كما في معاني القرآن للفراء ٢/ ٢٤٣، وإعراب القرآن للنحاس ٣/ ١٢٤، ومعاني القراءات ٢/ ١٩٧، وشمس العلوم ٥/ ٣٠١٥، وتفسير القرطبي ١٢/ ١٥٤.
(١) معاني القرآن ٢/ ٢٤٣، والفراء لم يقل به، وإنما حكاه عن بعضهم فقال: "وقوله: {سِخْرِيًّا} و {سُخْرِيًّا}، وقد قُرِئَ بهما جميعًا. قال الذين كسروا: ما كان من السُّخْرةِ فهو مرفوع، وما كان من الهُزُؤِ فهو مكسور".
(٢) نسبه الثعلبيُّ للكسائي في الكشف والبيان ٧/ ٥٨، وينظر: الكشاف ٣/ ٤٤، البحر المحيط ٦/ ٣٩٠.
(٣) يعني قوله تعالى: {لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا}. الزخرف ٣٢.
(٤) زيادة يقتضيها السياق من الكشف والبيان ٧/ ٥٨.
(٥) وقرأ بكسر الهمزة أيضًا زيدُ بن عَلِيٍّ ونافع في رواية خارِجةَ، ينظر: السبعة ص ٤٤٩، =

<<  <  ج: ص:  >  >>