للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستئناف، وقرأ الباقون بفتحه على معنى "لأَنَّهُمْ"، ويحتمل أن يكون نصبًا بوقوع الجزاء عليه كما ذكرنا أولًا، مجازه: إني جزيتهم اليوم الفوزَ بالجنة (١).

قولُه تعالى: {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (١١٢)} بفتح النون على أنه جَمْعٌ مُسَلَّمٌ، ومن العرب من يخفضها وينوِّنها (٢)، وقَرأَ ابن كثيرٍ وحمزةُ والكسائيُّ (٣): {قُلْ كَمْ لَبِثْتُمْ} على الأمر، وأظهر التاءَ: نافعٌ وابنُ كثير وعاصمٌ، وأدغَمَها الباقون (٤)، وقرأ الأعمش (٥): {عَدَدَ سِنِينَ}، ونَصْبُ {عَدَدَ}: على البيان في القراءتَيْن جميعًا (٦)، و {كَمْ}: في موضع نصبٍ بـ {لَبِثْتُمْ}.

وقوله: {قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} أنساهم اللَّهُ قَدْرَ لُبْثِهِمْ، فيرَوْنَ أنهم لم


= إعراب القراءات السبع ٢/ ٩٥، ٩٦، الكشف عن وجوه القراءات ٢/ ١٣١، تفسير القرطبي ١٢/ ١٥٥، البحر المحيط ٦/ ٣٩٠، الإتحاف ٢/ ٢٨٨، ٢٨٩.
(١) ينظر في توجيه هاتين القراءتين: معاني القرآن للفراء ٢/ ٢٤٣، معاني القرآن وإعرابه ٤/ ٢٤، الحجة للفارسي ٣/ ١٨٩، مشكل إعراب القرآن ٢/ ١١٤.
(٢) من أول قوله: "بفتح النون على أنه جمع" إلى هنا قاله النحاس بنصه في إعراب القرآن ٣/ ١٢٤.
(٣) وهي أيضًا قراءة الأعمش وابن محيصن، ينظر: السبعة ص ٤٤٩، إعراب القراءات السبع ٢/ ٩٦، البحر المحيط ٦/ ٣٩٠، الإتحاف ٢/ ٢٨٩.
(٤) قرأ بإدغام التاء في الثاء: أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وأبو جعفر وهشام وابن ذكوان بخلاف عنه، ينظر: السبعة ص ٤٤٩، إعراب القراءات السبع ٢/ ٩٦، الكشف عن وجوه القراءات ٢/ ١٣٢.
(٥) وهي أيضًا قراءة عاصم في رواية المفضل عنه، ينظر: البحر المحيط ٢/ ٣٩٠.
(٦) قال السمين الحلبي: "وقرأ الأعمش والمفضل عن عاصم: {عَدَدًا} منونًا، وفيه أوجه، أحدها: أن يكون {عَدَدًا} مصدرًا أقيم مقام الاسم، فهو نعت مقدم على المنعوت. قاله صاحب اللوامح. يعني أن الأصل: سنين عددًا؛ أي: معدودةً، لكنه يلزم تقديم النعت على المنعوت، فصوابه أن يقول: فانتصب حالًا. هذا مذهب البصريين. والثاني: أن {لَبِثْتُمْ} بمعنى: عَدَدْتُمْ، فيكون نصب {عَدَدًا} على المصدر، و {سِنِينَ} بدل منه. والثالث: أن {عَدَدًا} تمييز لـ {كَمْ}، و"سِنِينَ {سِنِينَ} بدل منه". الدر المصون ٥/ ٢٠٤ - ٢٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>