للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٧ - قالَتْ سُلَيْمَى اشْتَرْ لَنا دَقِيقا (١)

وقوله: {فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} يعني: المطيعينَ للَّه ورسوله الخائفين المتَّقين، هم الذين نالوا ما طَلَبوا من رضا اللَّه ونَيْل جنَّتِه.

قوله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ} اللامُ: لامُ جوابِ القسم، و {جَهْدَ}: منصوبٌ على مذهبِ المصدر (٢)، تقديره: إقسامًا بليغًا باللَّه لَيَخرُجنَّ إلى الغزو، أو من ديارهم وأموالهم.

وذلك أنّ المنافقينَ كانوا يقولون لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: أينما كنتَ نكنْ معك، إن أقمتَ أقمنا، وإن خَرَجتَ خرَجْنا، وإن جاهدتَ جاهَدْنا معك، فقال اللَّه تعالى: {قُلْ} لهم {لَا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ} رَفَعَه على خبرِ ابتداءِ محذوف؛ أي: هذه طاعةٌ بالقول واللسان دونَ اعتقادٍ في القلب، فهي معروفةٌ منكم بالكذبِ أنّكم تكذِبون فيها، وقيل: معناه: طاعةٌ معروفةٌ أمثلُ وأفضلُ من هذا القَسَمِ الذي تَحْنِثُونَ فيه، فحذف خبرَ الابتداء للعلم به، قاله الزَّجّاج (٣).

وقوله: {إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (٥٣)} يريد: مِن طاعتِكم بالقول، ومخالفتِكم بالفعل.


(١) من الرجز المشطور، للعُذافِرِ الكِنْدِيِّ، ونُسِبَ لسُكَيْنِ بن نضرة، ويروى: "اشْتَرْ لَنا سَوِيقا".
التخريج: الخصائص ٢/ ٣٤٠، ٣/ ٩٦، المحتسب ١/ ٣٦١، المنصف ٢/ ٢٣٧، شرح شواهد الإيضاح ص ٢٥٨، شرح المفصل ٩/ ١٢٤، شرح الشافية للرضي ٢/ ٢٩٨، تفسير القرطبي ١/ ٤٥٢، شرح شواهد شرح الشافية ص ٢٢٤ - ٢٢٦.
(٢) قاله السجاوندي في عين المعاني ورقة ٩٠/ أ، ويجوز أن يكون "جَهْدَ" منصوبًا على الحال، والتقدير: جاهدين أَيْمانَهُمْ، ينظر: الكشاف ٣/ ٧٣، الدر المصون ٥/ ٢٣٠.
(٣) معاني القرآن وإعرابه ٤/ ٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>