للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و {يَوْمَ} الأول: نَصْب على الظرف، واليوم الثاني: نَصْب على البدَل منه، و {مَنْ} منصوبٌ بـ {يَنْفَعُ}، وهو مفعولٌ محقَّق.

قوله تعالى: {فَكُبْكِبُوا فِيهَا} يعنِي: في الجحيم {هُمْ وَالْغَاوُونَ (٩٤)} يعنِي الآلِهةَ والمشركين؛ أي: جُمِعُوا، وقيل: دُهْوِرُوا، وقيل: قُذِفُوا، وقيل (١): طُرِحَ بعضُهم على بعض، وقيل (٢): أُلْقُوا على رءوسهم، وأصله كُبِّبُوا، فكُرِّرَتِ الكافُ، مثلَ قوله: {بِرِيحٍ صَرْصَرٍ} (٣) ونَحْوِه، وقيل (٤): هو من قولك: كَبَبْتُ الإناءَ: إذا قَلَبْتَهُ على رأسه، فأبدِلَ الباءُ الوسطى كافًا استثقالًا لاجتماع ثلاث باءات.

قوله: {فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً}؛ أي: رجعة إلى الدنيا {فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١٠٢)} أي: المصدِّقين بالتوحيد، ونَصْب {فَنَكُونَ} على جواب التمنِّي (٥).


(١) قاله أبو عبيدة والزَّجّاج، ينظر: مجاز القرآن ٢/ ٨٧، معاني القرآن وإعرابه ٤/ ٩٤.
(٢) قاله ابن قتيبة والنحاس، ينظر: تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص ٣١٨، معاني القرآن للنَّحاس ٥/ ٨٩.
(٣) الحاقة ٦، وهذا قول الطَّبري والزَّجّاج، ينظر: جامع البيان ١٩/ ١٠٩، معاني القرآن وإعرابه ٤/ ٩٤، وينظر: الكشاف ٣/ ١١٩، المحرر الوجيز ٤/ ٢٣٦.
(٤) قاله ابن قتيبة والنَّحاس، ينظر: غريب القرآن لابن قتيبة ص ٣١٨، معاني القرآن للنَّحاس ٥/ ٨٩، وحكاه السجاوندي عن قطرب في عين المعاني ٩٤/ ب، وحكاه السمين الحلبي عن الكوفيين في الدر المصون ٥/ ٢٨٠.
(٥) قاله الأخفش والأنباري، ينظر: معاني القرآن للأخفش ص ٦٥، البيان للأنباري ٢/ ٢١٥، وعليه فلا جواب لـ "لَوْ"، ويجوز وجه آخر، وهو أن تكون "لَوْ" على أصلها وجوابها محذوف، وقوله: {فَنَكُونَ} منصوب بأَنْ مضمرة، والتقدير: فلو وَقَعَ لنا أن نَكُرَّ كَرّةً فَنَكُونَ من المؤمنين لفعلنا كذا، ينظر: التبيان للعكبري ص ٩٩٨، الفريد ٣/ ٦٥٩، البحر المحيط ٧/ ٢٦، الدر المصون ٥/ ٢٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>