للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختاره أبو عُبيد (١)؛ لقوله: {أَتَوْهُ}، إنما أخبر عنهم، وقرأ الباقون بالتاء على خطاب الكافة.

قوله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ} يعني: بكلمة الإخلاص شهادة أنْ لا إله إلّا اللَّه، والمعنى: مَنْ وافَى يوم القيامة بالإيمان {فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا}، قال ابن عباس: فمنها يصل الخير إليه، والمعنى: له من تلك الحسنة خيرٌ يوم القيامة، وهو الثواب والأمن من العذاب، و {خَيْرٌ} هاهنا: اسم من غير تفضيل (٢) {وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (٨٩) قرأ الكوفيون: {مِنْ فَزَعٍ} بالتنوين، وهي قراءة ابن مسعود، و {يَوْمَئِذٍ}: منصوب على الظرف، وقرأ الباقون على الإضافة (٣)، واختاره أبو عبيد، قال (٤): لأنَّهُ أعمُّ التأويليَنْ.


(١) اختيار أبي عبيد في الحجة للفارسي ٣/ ٢٤٧، الكشف والبيان ٧/ ٢٣٠.
(٢) هذا أحد وجهين فِي {خَيْرٌ} هنا، وعليه يكون {مِنْهَا} في موضع رفع صفة لـ {خَيْرٌ}؛ أي: فله خير حاصل من جهتها، والوجه الآخَر: أن يكون {خَيْرٌ} على بابه من أنه اسم تفضيل، ويكون {مِنْهَا} من صلته؛ أي: فله خير من قدرها واستحقاقها، قاله ابن عطية في المحرر الوجيز ٤/ ٢٧٣، وينظر: التبيان للعكبري ص ١٠١٥، الفريد ٣/ ٧٠٠، البحر المحيط ٧/ ٩٥، الدر المصون ٥/ ٣٢٩.
(٣) قرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف: {مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ} بالتنوين فيهما، ولا يجوز مع التنوين إلا فتح ميم "يوم"، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب بالإضافة، غير أنه قد اختُلِفَ عن نافع في ميم "يوم"، فرَوَى عنه قالونُ وابنُ جماز وأبو بكر بن أبي أويس والمُسَيِّبِيُّ وورش: {مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ} بالإضافة مع فتح الميم من "يوم"، وروى عنه إسماعيل بن جعفر الإضافة مع كسر الميم، ينظر: السبعة ص ٤٨٧، التيسير ص ١٧٠، تفسير القرطبي ١٣/ ٢٤٥، البحر المحيط ٧/ ٩٦، الإتحاف ٢/ ٣٣٦، ٣٣٧.
(٤) قول أبي عبيد في الكشف والبيان ٧/ ٢٣١، تفسير القرطبي ١٣/ ٢٤٥، وحكى ابن الجوزي أن أبا عُبَيْدٍ اختار قراءة التنوين، وقال: هي أعم التأويلين، ينظر: زاد المسير ٦/ ١٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>