للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسكون النون، وقرأ النعمان بن سالم (١): {عَنْ جانِبٍ} (٢)؛ أي: عن ناحية، {وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (١١)} أنها أخته.

قوله تعالى: {وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ} وهي جمع مُرْضِعةٍ {مِنْ قَبْلُ (١٢)} أي: من قَبْلِ مجيءِ أُمِّهِ، وذلك أنه كان يُؤْتَى بِمُرْضِعٍ بعد مُرْضِعٍ، فلا يَقْبَلُ ثَدْيَ امْرَأةٍ، فهَمَّهُمْ ذلك حتَّى دَلَّتْهُمْ أختُهُ مريمُ على أمه، فلما جاءت إليه أمه وجد ريحها، فقَبِلَ ثَدْيَها.

قوله تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ} قال الكلبي (٣): الأَشُدُّ: ثمانيَ عشْرةَ سنة، وقال سائر المفسرين (٤): الأشُدّ: ثلاث وثلاثون سنة، وقوله: {وَاسْتَوَى} يعني: بلغ أربعين سنة {آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا} يعني: الفقه والعقل والعلم في دينه ودين آبائه، فحَكَم موسى وعَلِم قبل أن يُبعَث نبيًّا، {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١٤)} يعني: الصابرين على الثواب، تفسيرها في سورة يوسف.

قوله تعالى: {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا} قيل: هو نصف


(١) تابعيٌّ من أهل الطائف، ثقة صالح الحديث، روى عن ابن عمر وابن الزبير، وروى عنه سِماك ابن حرب وداود بن أبي هند وشُعْبةُ. [تهذيب الكمال ٢٩/ ٤٤٨، الجرح والتعديل ٨/ ٤٤٥].
(٢) قرأ ابن عباس وقتادة وزيد بن علي والحسن والأعرج: {عَنْ جَنْبٍ}، وقرأ النعمان بن سالِمٍ: {عَنْ جانِبٍ}، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١١٣، المحتسب ٢/ ١٤٩ - ١٥٠، تفسير القرطبي ١٣/ ٢٥٧، البحر المحيط ٧/ ١٠٣.
(٣) ينظر قوله في الكشف والبيان ٧/ ٢٣٩، وبغير عزو في معاني القرآن للنَّحاس ٦/ ٤٤٩.
(٤) ينظر: جامع البيان ٨/ ١١٣، ١٢/ ٢٣٠، ٢٣١، معاني القرآن وإعرابه ٤/ ١٣٥، معاني القرآن للنَّحاس ٣/ ٤٠٨، ٥/ ١٦٤، ٦/ ٤٤٨ - ٤٤٩، الكشف والبيان ٧/ ٢٣٩، القرطبي ٧/ ١٣٤، ١٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>