للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله تعالى: {ذَلِكَ} يعني: الشرط {بَيْنِي وَبَيْنَكَ}، وَتَمَّ الكلام، ثم قال: {أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ} يعني: من الثمانِي حِجَجٍ أو العَشْرِ، ونَصَب أَيًّا بـ {قَضَيْتُ}، و"ما": زائدة للتوكيد، وخفض الأجلين بإضافة "أَيٍّ" إليهما، قال الفراء (١): "ما": صلة، وهي في قراءة عبد اللَّه بن مسعود: "أَيَّ الأَجَلَيْنِ ما قَضَيْتُ" (٢) أي: أتممت وفرغت منه، {فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ}؛ أي: لا ظلم عليَّ بأن تطالبَني بأكثر منه {وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (٢٨)} شهيد وحفيظ فيما بيني وبينك.

قوله تعالى: {فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ} يعني: السنينَ العشْر {وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ}؛ أي: أَبْصَرَ ورَأَى، ويقال: أَحَسَّ {مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا} يعني: النور بالأرض المقدسة {قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا}، قرأ حمزة بضم الهاء (٣)، وكسرها الباقون، {إِنِّي آنَسْتُ}؛ أي: رأيت {نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ} يعني: أثر الطريق، وكان قد تَحَيَّرَ ليلًا، فإن لم أجد أحدًا يخبرنِي عن الطريق أتيتكم بجذوةٍ، يعني: قطعة وشعلة {مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (٢٩) أي: لكي تستدفئوا من البرد.

وفي قوله: {أَوْ جَذْوَةٍ} ثلاث لغات: فتح الجيم -وهي قراءة عاصم- وضَمُّها -وهي قراءة حمزة (٤) - وكَسْرُها، وهي قراءة الباقين. والجذوة:


(١) معاني القرآن ٢/ ٣٠٥.
(٢) ينظر: تفسير القرطبي ١٣/ ٢٧٩، البحر المحيط ٧/ ١١٠.
(٣) ينظر: إعراب القراءات السبع ٢/ ٢٨، الكشف لمكي ٢/ ٩٥، التيسير ص ١٥٠، الإتحاف ٢/ ٣٤٢.
(٤) قرأ عاصم والسلمي وزر بن حبيش: {جَذْوَةٍ} بفتح الجيم، وقرأ حمزة وخلف والأعمش وطلحة وأبو حيوة بضم الجيم، ينظر: السبعة ص ٤٩٣، تفسير القرطبي ١٣/ ٢٨١، البحر المحيط ٧/ ١١١، الإتحاف ٢/ ٣٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>