للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبل أن يُبْعَثَ وأدركه بعضُهم، منهم: عبد اللَّه بن سلام (١) ومَن أَسْلَمَ معه.

وقيل (٢): إن النجاشي وَجَّهَ باثنَي عشَر رجلًا من أصحابه مع جعفر بن أَبي طالب من الحبشة إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فجلسوا مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكان أبو جهل وأصحابه قريبًا منهم، فأمنوا بالنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فلما قاموا من عنده تبعهم أبو جهل ومن معه، وقالوا: خَيَّبَكُم اللَّه من رَكْب، وقَبَّحَكُمْ من وفد، لم تلبثوا أن صدقتموه، ما رأينا رَكْبًا أَحْمَقَ ولا أجهل منكم، فقالوا: سلام عليكم، لم نَأْلُ أَنْفُسَنا رشدًا.

{لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ} يعني: لنا ديننا ولكم دينكم، {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ (٥٥) أي: لا نريد أن نكون من أهل الجهل والسفه، وقيل: معناه لا نبتغي دين الجاهلين.

قوله تعالى: {وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا} شرط وجزاء، قيل (٣): نزلت هذه الآية في الحارث بن نوفل بن عبد مناف القرشي (٤)، وذلك


(١) عبد اللَّه بن سلام بن الحارث، أبو يوسف الإسرائيلي، أسلم عند قدوم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- للمدينة، كان اسمه الحصين، فسماه الرسول عبدَ اللَّه، شهد فتح بيت المقدس، وتوفِّي بالمدينة سنة (٤٣ هـ). [الإصابة ٤/ ١٠٢، الأعلام ٤/ ٩٠].
(٢) ذكر ابن هشام هذه القصة في السيرة ١/ ٢٦٣، وينظر: زاد المسير ٦/ ٢٢٩، تفسير القرطبي ٦/ ٢٥٦، ١٣/ ٢٩٦، البداية والنهاية ٣/ ١٠٣.
(٣) روى النسائي ذلك عن ابن عباس في السنن الكبرى ٦/ ٤٢٥ كتاب التفسير: سورة القصص، وينظر: جامع البيان ٢٠/ ١١٥، ١١٦، الكشف والبيان ٧/ ٢٥٥، أسباب النزول ص ٢٢٨، عين المعاني ٩٨/ ب.
(٤) صحابي من الولاة، وَلّاهُ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بعض أعمال مكة، وأَقَرُّهُ أبو بكر وعمر وعثمان، ثم انتقل إلى البصرة فتوفِّي بها سنة (٣٥ هـ). [الإصابة ١/ ٦٩٥ - ٦٩٦، أسد الغابة ١/ ٣٥٠ - ٣٥١، الأعلام ٢/ ١٥٨].

<<  <  ج: ص:  >  >>