للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل (١): لأنه اسمٌ أُقِيمَ مُقامَ المصدر، تقديره: إذا مُزِّقْتُمْ تَمْزِيقًا.

وقوله: {إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} يُقرأ بكسر الألِف (٢) على الابتداء والحكاية، مجازه: يقول محمدٌ: إنّكم لفي خلقٍ جديدٍ، يعني: نُبْعَثُ بعد الموت، ونُعادُ خَلْقًا جديدًا، قال ذلك كفارُ مكة على وجه التعجب والتكذيب.

قوله: {أَفْتَرَى}؛ أي: اخْتَلَقَ محمدٌ {عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} حين يَزْعُمُ أنّا نُبْعَثُ بعد الموت، والألِف ألِف استفهامٍ، وهو استفهامُ تَعَجُّبٍ وإنْكارٍ، ولَمّا دخلت ألِف الاستفهام استغنيتَ عن ألِف الوصل، فحذفتَها، وكان فتح ألِف الاستفهام فَرْقًا بينها وبين ألِف الوصل (٣).

وقوله: {أَمْ بِهِ جِنَّةٌ} استفهامٌ ثانٍ، يقولون: أزَعَمَ محمدٌ كَذِبًا أم به جنونٌ؟ فَرَدَّ اللَّهُ عليهم، فقال: {بَلِ}؛ أي: ليس الأمر على ما قالوا من الافتراء والجنون {الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ}؛ أي: يصدقون بالبعث {فِي الْعَذَابِ} فِي الآخرة {وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ (٨)} من الحق فِي الدنيا.

ثم وعظهم ليعتبروا، فقال: {أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ


= السيولُ، فذهبت به كل مكان، وما سَفَتْهُ الرياحُ، فطرحته كل مَطْرَحٍ"، الكشاف ٣/ ٢٨٠، ٢٨١، وينظر: البحر المحيط ٧/ ٢٥٠، الدر المصون ٥/ ٤٣٢.
(١) ذكره الزمخشري بغير عزو في الكشاف ٣/ ٢٨٠، وينظر: البحر المحيط ٧/ ٢٥٠، الدر المصون ٥/ ٤٣٢.
(٢) لَمْ يَقرأ أحدٌ بغير هذه القراءة كما يوهم كلام المؤلف.
(٣) من أول قوله: "ولما دخلت ألف الاستفهام" قاله النحاس بنصه في إعراب القرآن ٣/ ٣٣٣، وقد قرأ ثابتٌ والأنطاكيُّ: "افْتَرَى" بهمزة وصل مكسورة فِي الابتداء، ينظر: شواذ القراءة للكرماني ورقة ١٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>