للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قرأ أبو عمرٍو وأبو بكرٍ والأعمشُ وحمزةُ والكسائيُّ وخَلَفٌ: "التَّناؤُشُ" بالمد والهمز (١)، وهو الإبطاء والبُعْدُ، يقال: نَأشْتُ الشيءَ: إذا أخَذْتَهُ من بُعْدٍ، والنَّئِيشُ: الشَّيءُ البَطِيءُ، قال الشاعر:

١٥٨ - تَمَنَّى نَئِيشًا أنْ يَكُونَ أطاعَنِي... وَقَدْ حَدَثَتْ بَعْدَ الأُمُورِ أُمُورُ (٢)

وقرأ الباقون بغير همز من التناول أيضًا، يقال: نُشْتُهُ نَوْشًا: إذا تَناوَلْتَهُ، قال الراجز:

١٥٩ - فَهْيَ تَنُوشُ الحَوْضَ نَوْشًا مِنْ عَلا

نَوْشًا بِهِ تَقْطَعُ أجْوازَ الفَلا (٣)


(١) قرأ بالمد والهمز أيضًا: المفضلُ وأبو بكر عن عاصم، وقرأ الباقون وحفصٌ عن عاصم بغير همز، ينظر: السبعة ص ٥٣٠، حجة القراءات ص ٥٩١، تفسير القرطبي ١٤/ ٣١٦، البحر المحيط ٧/ ٢٨٠، الإتحاف ٢/ ٣٨٩.
(٢) البيت من الطويل، لِنَهْشَلِ بن حَرِيٍّ، ويُرْوَى:
وَيَحْدُثُ مِنْ بَعْدِ الأُمُورِ أُمُورُ
اللغة: تَمَنَّى نَئِيشًا: تَمَنَّى أخيرًا وبَعْدَ الفَوْتِ أنْ لو كان أطاعني، وقد حدثت أمورٌ لا يُسْتَدْرَكُ بها ما فات.
التخريج: ديوانه ص ٩٥ (ضمن شعراء مقلون)، معانِي القرآن للفراء ٢/ ٣٦٥، غريب القرآن لابن قتيبة ص ٢٧٣، الزاهر لابن الأنباري ١/ ٢٤٤، التهذيب ١١/ ٤١٧، إعراب القراءات السبع ٢/ ٢٢٢، مقاييس اللغة ٥/ ٣٧٧، الكشف والبيان ٨/ ٩٥، أساس البلاغة: نأش، التنبيه والإيضاح ٢/ ٣٢٥، البيان للأنباري ٢/ ٢٨٤، عين المعانِي ورقة ١٠٧/ ب، تفسير القرطبي ١٤/ ٣١٧، اللسان: نأش، البحر المحيط ٧/ ٢٤٦، الدر المصون ٥/ ٤٥٤، التاج: نأش.
(٣) البيتان من الرجز المشطور، لِغَيْلانَ بن حُرَيْثٍ، ونُسِبا لأبِي النجم العجلي، وليسا في ديوانه، ويُرْوَى الأول: "باتَتْ تَنُوشُ"، والضمير في قوله: "فَهْيَ" للإبل، فالشاعر يصف إبلًا =

<<  <  ج: ص:  >  >>