للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتَناوَشَ القومُ فِي الحرب: إذا تَدانَوْا وتَناوَلَ بعضُهُمْ بعضًا (١)، واختار أبو عُبيدٍ تَرْكَ الهمز، قال (٢): لأنّ معناه التَّناوُل، فإذا هُمِزَ كان معناه البُعْدَ، فكيف يقول: أنّى لهم البُعْدُ من مكانٍ بعيدٍ؟ يعني: مَنْ كان بعيدًا من الآخرة فكيف يتناول التوبةَ؟ وأنّى تُقْبَلُ التوبة فِي الدنيا، وقد ذهبت الدنيا، فصارت بعيدًا فِي الآخرة؟!

وعلى قراءةِ مَنْ هَمَزَ فلأنّ واو التناوش مضمومةٌ، وكلُّ واوٍ ضمتها لازمةٌ جاز إبدال الهمزة منها نحو أدْؤُرٌ وأُجُوهٌ (٣)، والمعنى: كيف لهم أن يتناولوا الإيمان من بُعْدٍ -يعني: في الآخرة- وقد تركوه في الدنيا؟ وهو قوله: {وَقَدْ


= شربت الماء من الحوض، ويذكر أن قومه كلما حاولوا سَفَرًا يَسْقُونَ إبلَهُمْ على نحوِ ما يُقَدِّرُونَهُ من بُعْدِ المسافة وقُرْبِها.
التخريج: الكتاب ٣/ ٤٥٣، معانِي القرآن للفراء ٢/ ٣٦٥، مجاز القرآن ٢/ ١٥٠، إصلاح المنطق ص ٤٣٢، الزاهر لابن الأنباري ١/ ٢٤٣، التهذيب ١١/ ٤١٧، إعراب القراءات السبع ٢/ ٢٢١، الحجة للفارسي ٣/ ٢٩٨، المنصف ١/ ١٢٤، مقاييس اللغة ٤/ ١١٧، ديوان الأدب ٤/ ٢٢، المخصص ١٤/ ٦٣، الكشف والبيان ٨/ ٩٦، الاقتضاب ٣/ ٣٢٩، أساس البلاغة: جوز، شمس العلوم ٨/ ٥٢٤٦، البيان للأنباري ٢/ ٢٨٤، شرح المفصل ٤/ ٧٣، ٨٩، عين المعانِي ورقة ١٠٧/ ب، تفسير القرطبي ١٤/ ٣١٦، شرح الكافية للرضي ٤/ ٢٦٦، ٣٣٦، اللسان: علا، نوش، البحر ٧/ ٢٤٦، الدر المصون ٥/ ٤٥٤، الخزانة ٩/ ٤٣٧، ٤٣٨، التاج: نوش، علا، فلا.
(١) ينظر في معانِي التناوش والتناؤش: تهذيب اللغة ١١/ ٤١٦، ٤١٧، اللسان: نأش، نوش.
(٢) ينظر اختيار أبِي عبيد وقوله في إعراب القرآن للنحاس ٣/ ٣٥٦، الكشف والبيان ٨/ ٩٦، تفسير القرطبي ١٤/ ٣١٦.
(٣) من أول قوله: "وعلى قراءة من همز فلأن واو التناوش". قاله الزجاج في معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٢٥٩، وينظر أيضًا: الزاهر لابن الأنباري ١/ ٢٤٤، معانِي القراءات ٢/ ٢٩٧، الحجة للفارسي ٣/ ٢٩٩، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٢١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>