للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنَّعائِمُ، والبَلَدّةُ، وسَعْدُ الذّابِحِ، وسَعْدُ بُلَعَ، وسَعْدُ السُّعُودِ، وسَعْدُ الأخْبِيةِ، وفَرْغُ الدَّلْوِ المُقَدَّمُ، وفَرْغُ الدَّلْوِ المُؤَخَّرُ، وبَطْنُ الحُوتِ، ويسمَّى الرِّشا (١).

فإذا صار إلى آخر منازله {عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (٣٩)}، وهو العِذْقُ الذي فيه الشَّمارِيخُ (٢)، إذا عَتُقَ ويَبِسَ واصْفَرَّ تَقَوَّسَ، فيصير منحنيًّا كهيئة القوس، فشُبِّهَ القمرُ فِي دِقَّتِهِ وصُفْرَتهِ به، ويقال له أيضًا: الإهانُ (٣).

قوله تعالى: {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ} فتجري في سلطانه؛ أي: بضوئه {وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ} فيطلع في غير سلطانه، فهما يتعاقبان بحسابٍ معلومٍ، لا يجيء أحدهما قبل وقته، ودخلت "لا" لمعنى النفي، وَلَمْ تَنْصِبْ لأنّ الشمس معرفة وكذلك الليل، فهما رفعٌ على الابتداء.

قوله: {وَكُلٌّ} من الشمس والقمر والنجوم {فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (٤٠) أي: يجرون ويسرعون كما تجري الشمس وتَسْبَحُ، والفَلَكُ: القُطْبُ الذي تدور به النجوم (٤)، قال الحسن (٥): الفَلَكُ طاحونةٌ كهيئة فَلْكةِ المِغْزَلِ. يريد أن


(١) تنظر هذه الأسماء في: أدب الكاتب ص ٦٩، الكشف والبيان ٨/ ١٢٨، عين المعاني ورقة ١١٠/ أ.
(٢) حكاه النحاس عن قتادة في معاني القرآن ٥/ ٤٩٥، قال النحاس: "الذي قاله قتادة هو الذي حكاه أهل اللغة"، وينظر: معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٢٨٧، ٢٨٨، والشماريخ: جمع شِمْراخٍ وشُمْرُوخٍ وهو غصن دقيق يكون في أعلى الغصن الغليظ، يكون عليه البُسْرُ، حكاه الأزهري عن الليث في تهذيب اللغة ٧/ ٦٤٦ - ٦٤٧.
(٣) قاله أبو عبيدة والليث، ينظر: مجاز القرآن ٢/ ١٦١، وقول الليث في تهذيب اللغة للأزهري ٦/ ٤٤٦.
(٤) هذا قول أبي عبيدة وأبي عبيد، ينظر: مجاز القرآن ٢/ ٣٨، غريب الحديث لأبِي عبيد ٤/ ٩٧، وينظر أيضًا: تهذيب اللغة ١٠/ ٢٥٦.
(٥) ينظر قوله في جامع البيان ١٧/ ٣٢، التبيان في تفسير القرآن للطوسي ٧/ ٢٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>