للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله تعالى: {مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ} وهي نفخة إسرافيل الأولى، يعني أن القيامة تأتيهم بغتةً، فتأخذهم الصَّيحة {وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (٤٩) أي: يختصمون في البيع والشراء، ويتكلمون في الأسواق والمَجالِسِ، ويُخاصِمُ بعضُهُمْ بعضًا.

واختلف القُرّاءُ فيها، فقرأ ابن كثيرٍ ووَرْشٌ وأبو عُبيدٍ وأبو حاتمٍ بفتح الخاء وتشديد الصاد، ومِثْلَهُ رَوَى هشامٌ عن أهل الشام، لَمّا أدغموا نقلوا حركة التاء إلى الخاء، وقرأ حفصٌ وأيوبُ وورشٌ عن نافعٍ (١) مكسورةَ الخاء مشددّة الصاد، وقرأ أبو عمرٍو بالإخفاء، غير أن أبا عمرٍو وهشامًا يُشِمّانِ الخاءَ شيئًا من الفتح، وقرأ حمزةُ الخاءَ مخففةً والصادَ مكسورةً، أي: يغلب بعضهم بعضًا بالخصام، وهي قراءة أُبَيِّ بنِ كعب (٢)، وقرأ الباقون بكسر الخاء وتشديد الصاد (٣) إلا أن أبا بكرٍ يكسر الياء (٤).

وأجود القراءة فتح الخاء مع تشديد الصاد؛ لأنّ الأصل: يختصمون، فَأُلْقِيَتْ حركة الحرف المدغم، وهو التاء، على الساكن الذي قبله، وهو


(١) الصواب: "قالون عن نافع"، لا ورش عن نافع كما ذكر المؤلف.
(٢) قراءة أُبَيِّ بن كعب هي: "يَخْتَصِمُونَ" بالتاء كما في مختصر ابن خالويه ص ١٢٧، والبحر المحيط ٧/ ٣٢٥.
(٣) قرأ: "يَخِصِّمُونَ" حفصٌ عن عاصمٍ، والكسائيُّ وابنُ عامر وابنُ ذكوان، وهشامٌ في رواية عنه، وخلفٌ عن يحيى بن آدم عن أبِي بكر بن عياش، ورُوِيَ من طريق آخر عن أبِي بكر عن عاصم أنه قرأ: "يِخِصِّمُونَ" بكسر الياء والخاء، ينظر: السبعة ص ٥٤١، تفسير القرطبي ١٥/ ٣٨، النشر ٢/ ٣٥٤، الإتحاف ٢/ ٤٠٢.
(٤) ينظر في هذه القراءات: السبعة ص ٤٥١، الكشف ٢/ ٢١٧، تفسير القرطبي ١٥/ ٣٨، البحر المحيط ٧/ ٣٢٥، النشر ٢/ ٣٥٤، الإتحاف ٢/ ٤٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>