للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على هذا من تصريف أحوال الإنسان يقدر على البعث بعد الموت؟.

قوله تعالى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ} وذلك أن كفار مكة قالوا: إن القرآن شِعْرٌ، وإنّ محمَّدًا شاعرٌ، فقال اللَّه تعالى تكذيبًا لهم: وما علَّمناه الشِّعر وما ينبغي له الشِّعرُ؛ أي: ما يَتَسَهَّلُ له ذلك، وما كان يَتَّزِنُ له بَيْتُ شعرٍ، حتى إذا تمثَّل ببيتِ شِعْرٍ جَرَى على لسانه مُنْكَسِرًا.

رُوِيَ عن عائشة رضي اللَّه عنها أنها سُئِلَتْ: هل كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يتمثل بشيءٍ من الشِّعر؟ فقالت: كان الشِّعْرُ أبغضَ الحديث إليه، ولَمْ يتمثَّلْ بشيءٍ مِنَ الشِّعر إلا ببيتِ أخِي بَنِي قَيْسٍ طَرَفةَ:

١٧٠ - سَتُبْدِي لَكَ الأَيّامُ ما كُنْتَ جاهِلًا... وَيَأْتِيكَ بِالأَخْبارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ (١)

فَجَعَلَ يَقُولُ: "ويأتيك مَنْ لَمْ تُزَوَّد بالأخبارِ"، فقال أبو بكرٍ -رضي اللَّه عنه-: ليس هكذا يا رسول اللَّه، فقال: "إنِّي لستُ بشاعرٍ، ولا ينبغي لِي الشِّعر" (٢).


= جعفر ويعقوبُ وهشامٌ، وقرأ الباقون، وأبو عمرو وابن عامر في رواية أخرى عن كل منهما بالياء، ينظر: السبعة ص ٥٤٣، البحر المحيط ٧/ ٣٢٩، النشر ٢/ ٢٥٧، الإتحاف ٢/ ٤٠٤.
(١) البيت من الطويل لطرفة بن العبد من معلقته.
التخريج: ديوانه ص ٦٦، معاني القرآن وإعرابه ٢/ ٢٠٥، معجم الشعراء ص ٦، البصائر والذخائر ٥/ ١٣٠، عين المعانِي ١١١/ أ، تفسير القرطبي ١٥/ ٥١، اللسان: ريث، ضمن، البحر المحيط ٧/ ٣٢٩، التاج: ريث.
(٢) رواه الطبري بسنده عن قتادة عن عائشة في جامع البيان ٢٣/ ٣٤، وينظر: الكشف والبيان ٨/ ١٣٦، الوسيط ٣/ ٥١٨ - ٥١٩، عين المعانِي ١١١/ أ، تفسير ابن كثير ٣/ ٥٨٦، الدر المنثور ٥/ ٢٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>