للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن عَلِيِّ بن زيدٍ (١) عن الحسن أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يتمثل بهذا البيت: "كَفَى الإِسْلامُ والشَّيْبُ لِلْمَرْءِ ناهِيًا"، فقال أبو بكرٍ وعمر -رضي اللَّه عنهما-: "يا نَبِيَّ اللَّهِ: إنما قال الشاعر:

١٧١ - كَفَى الشَّيْبُ والإسْلامُ لِلْمَرْءِ ناهِيا (٢)

نشهد أنّكَ رسول اللَّه" (٣)، يقول اللَّه تعالى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ} يعني القرآن؛ أي ما هو {إِلَّا ذِكْرٌ} موعظة {وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (٦٩)} فيه الفرائض والحدود والأحكام، {لِيُنْذِرَ} يعني القرآن، ومن قرأ بالتاء فمعناه: لِتُنْذِرَ يا محمَّدُ بِما فِي القرآن {مَنْ كَانَ حَيًّا} يعني: مؤمنًا حَيَّ القلبِ؛ لأنّ الكافر كالميت لا يسمع الإنذار فهو ميت القلب.


(١) في الأصل: "علي بن زيد بن الحسن"، وهو سهو من الناسخ فيما يبدو، وهو عليُّ بنُ زيد بن عبد اللَّه بن زهير بن عبد اللَّه بن جُدْعانَ، أبو الحسن القرشي التَّيْمِيُ، فقيه بصري ضرير، من حفاظ الحديث، ولكنه ليس بالثقة القوي، روى عن أنس بن مالك وابن المسيب والحسن البصري، توفي سنة (١٢٩ هـ). [تاريخ دمشق ٤١/ ٤٨٥؛ ٥٠٢، الأعلام ٤/ ٢٨٩].
(٢) هذا عجز بيت من الطويل، لسُحَيْمٍ عبدِ بني الحَسْحاس، وصدره:
عُمَيرةَ وَدِّع إن تَجَهَّزتَ غادِيا
التخريج: ديوانه ص ١٦، الكتاب ٢/ ٢٦، ٤/ ٢٢٥، سر صناعة الإعراب ص ١٤١، الخصائص ٢/ ٤٨٨، أمالِيُّ ابن الشجري ٣/ ٢٢٢، أسرار العربية ص ١٤٤، الإنصاف ص ١٦٨، شرح المفصل ٢/ ١١٥، ٧/ ٨٤، ١٤٨، ٨/ ٢٤، ٩٣، ١٣٨، شرح التسهيل لابن مالك ٣/ ٣٤، اللسان، كفى، نهي، ارتشاف الضرب ص ١٧٠٠، مغني اللبيب ص ١٤٥، المقاصد النحوية ٣/ ٦٦٥، شرح شواهد المغني ص ٣٢٥، خزانة الأدب ١/ ٢٦٧، ٢/ ١٠٢، ١٠٣.
(٣) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ١/ ٣٨٢، وينظر: الكشف والبيان ٨/ ١٣٥، تفسير القرطبي ١٥/ ٥٢، تفسر ابن كثير ٣/ ٥٨٥، الدر المنثور ٥/ ٢٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>