للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جميع أجناسهم من السند والهند والبربر والقِبْطِ من ولد حامٍ، والصَّقالِبةُ والتُّرْكُ ويأجوج ومأجوج من ولد يافث (١).

ونصب {الْبَاقِينَ} لأنه مفعولٌ ثانٍ، و {هُمُ} زائدة، وتسمى فاصلةً.

قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (٨٣)} قيل: الهاء عائدةٌ على محمدٍ -صلى اللَّه عليه وسلم-، حكاه السمرقندي عن الكلبي (٢)؛ أي: وإن من شيعة محمدٍ لإبراهيم، أي: على دِيِنهِ ومِنْهاجِهِ، وأجازه الفراء (٣)، ذكره صاحب الشفا بتعريف حقوق المصطفى (٤).

وقيل (٥): المراد به نوح عليه السّلام؛ أي: وإنّ مِنْ أهْلِ مِلّةِ نُوحٍ، وعلى دِيِنهِ لَإبْراهِيمَ {إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٤)} يعني: صَدَقَ اللَّهَ، وآمَنَ به بقلبٍ خالصٍ من الشك والشرك، {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (٨٥)} هذا استفهام توبيخٍ، وَبَّخَهُمْ على عبادة غير اللَّه، فقال: {أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (٨٦)} {دُونَ} نصب نعت لـ {آلِهَةً}، و {آلِهَةً} بدل من إفك، وإفك منصوب


(١) قاله الطبري والنحاس، ينظر: جامع البيان ٢٣/ ٨٠، إعراب القرآن ٣/ ٤٢٦، وينظر أيضًا: الكشف والبيان ٨/ ١٤٥، عين المعانِي ١١٢/ أ، تفسير القرطبي ١٥/ ٨٩.
(٢) تفسير السمرقندي ٣/ ١١٧.
(٣) قال الفراء: "يقول: إن من شيعة محمد لإبراهيم -صلى اللَّه عليه وسلم-، يقول: على دينه ومنهاجه، فهو من شيعته وإن كان إبراهيم سابقًا له، وهذا مثل قوله: {وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} [يس: ٤١]؛ أي: ذرية من هو منهم، فجعلها ذريتهم وقد سبقتهم". معاني القرآن ٢/ ٣٨٨.
(٤) الشفا بتعريف حقوق المصطفى ١/ ٤٦.
(٥) قاله أكثر المفسرين، ينظر: جامع البيان ٢٣/ ٨٢، معاني القرآن وإعرابه ٤/ ٣٠٨، معاني القرآن للنحاس ٦/ ٣٨، زاد المسير ٧/ ٦٦، تفسير القرطبي ١٥/ ٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>