للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحساب إلى النار، وهو نصب على الحال {مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ} مانعٍ يمنعكم من عذابه {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (٣٣)} {وَقَالَ فِرْعَوْنُ} لوزيره: {يَاهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا} يعني قصرًا مُشَيَّدًا من آجُرٍّ، والصَّرح: البناء الظاهر الذي لا يخفى على الناظرين وإن بَعُدَ، وأصله من التصريح وهو الإظهار {لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (٣٦) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ} أي طُرُقَها وأبْوابَها {فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى} قرأه العامة برفع العين نسقًا على قوله: {أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ}، وقرأ الأعرج بنصب العين، ومثلَه رَوَى حَفْصٌ عن عاصم (١) على جواب {لَعَلِّي} بالفاء، وأنشد الفَرّاءُ لبعض العرب (٢):

٢١٥ - عَلَّ صُرُوفَ الدَّهْرِ أوْدُولاتِها

تُدِيلُنا اللَّمّةَ مِنْ لَمّاتِها

فتسْتَرِيحَ النَّفْسُ مِنْ زَفَراتِها (٣)


(١) قرأ الأعرجُ، وحَفْصٌ عن عاصمٍ، والسُّلَمِي وعيسى بنُ عمر وأبو حيوة وزيد بن عَلِيٍّ وابن مقسم والزعفرانِيُّ: {فَأَطَّلِعَ} بالنصب، وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم بالرفع، ينظر: السبعة ص ٥٧٠، تفسير القرطبي ١٥/ ٣١٥، البحر المحيط ٧/ ٤٤٦، الإتحاف ٢/ ٤٣٧.
(٢) معانِي القرآن ٣/ ٩، وهذا مذهب الكوفيين، وأما البصريون فإنهم لا يجيزون ذلك، ويُخَرِّجُونَ قراءة النصب على أن "أطلِعَ" منصوب بـ "أنْ" مضمرة بعد الفاء الواقعة في جواب الأمر، ينظر: التبيان للعكبري ص ١١٢٠، الفريد للهمداني ٤/ ٢١٣، البحر المحيط ٧/ ٤٤٦، الجنى الدانِي ص ٧٤، الدر المصون ٦/ ٤٢ - ٤٣.
(٣) من الرجز المشطور، لَمْ أقف على قائله، ويروى الثانِي: "يُدِلْنَنا".
اللغة: صروف الدهر: نوائبه وحوادثه، دُولاتها: الضمير يعود إلى صروف الدهر، والدّوْلةُ بفتح الدال وضمها: الانتقال من حال الضر والبؤس إلى حال الغبطة والسرور، تُدِيلُنا: مضارع أدالَهُ إدالةً، وهي الغلبة، اللَّمّةُ: الشدة، الزَّفَرات: جمع زَفْرةٍ، وهو اسم من الزفير وهو اغتراق النفس محركة بالشدة والغم. =

<<  <  ج: ص:  >  >>