للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجبالَ يوم الأحد، والشجرَ يومَ الاثنين، والمكروهَ يومَ الثلاثاء، والنورَ يومَ الأربعاء، والدوابَّ يومَ الخميس، وآدَمَ يومَ الجمعة" (١).

وقوله: {سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (١٠)} يعني: لا زيادة ولا نقصان، جوابٌ لِمَنْ سَألَ: فِي كَمْ خُلِقَتِ الأرضُ والأقواتُ؟ فيقال: فِي أربعة أيامٍ (٢).

قرأ أبو جعفرٍ: "سَواءٌ" مرفوعًا على الابتداء؛ أي: هي سَواءٌ للسائلين (٣)، وخَفَضَهُ الحَسَنُ ويَعْقُوبُ على نعتِ قولِهِ: {فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ} (٤)، ونَصَبَهُ الباقون (٥) على المصدر، على معنى: استوت سَواءً واسْتِواءً، كما تقول: في


(١) رواه مسلم عن أبِي هريرة في صحيحه ٨/ ١٢٧ كتاب صفة القيامة والجنة والنار: باب ابتداء الخلق وخلق آدم، ورواه النسائي في السنن الكبرى ٦/ ٤٢٧ كتاب التفسير: سورة السجدة.
(٢) قاله ابنُ عباس وقتادةُ والسديُّ، ينظر: معاني القرآن للنحاس ٦/ ٢٤٧ - ٢٤٨، الوسيط للواحدي ٤/ ٢٧.
(٣) يعني أن خبره هو قوله تعالى: {لِلسَّائِلِينَ} [فصلت: ١٠]، والمعنى: مُسْتَوِياتٌ، جوابًا لِمَنْ سَألَ فقال: في كَمْ خُلِقَت؟ وهذا قول الفراء ومَكِّيِّ، وجعله الزجاج والنحاس خبرًا لمبتدأ محذوف أي: هي سواءٌ، ينظر: معانِي القرآن للفراء ٣/ ١٣، معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٣٨١، إعراب القرآن ٤/ ٥٠، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٢٧٠.
(٤) قال سيبويه: "وقد قرأ ناس: {فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً} [فصلت: ١٠]، قال الخليل: جعله بِمَنْزِلةِ مُسْتَوِياتٍ". الكتاب ٢/ ١١٩، وقال الأخفش: "وقد قرئ بالجر، وجعله اسمًا للمستويات، أي: في أربعة أيامٍ تامةٍ". معانِي القرآن ص ٤٦٥، وينظر أيضًا: معانِي القرآن للفراء ٣/ ١٢، إعراب القرآن للنحاس ٤/ ٥٠.
(٥) قرأ أبو جعفر: "سَواءٌ" بالرفع، ورُوِيتْ عن يعقوب، وقرأ الحسنُ ويعقوبُ وزيدُ بنُ عَلِيٍّ وابنُ أبِي إسحاق وعمرُو بنُ عبيدٍ وعيسى بنُ عُمَرَ بالخفض، وقرأ الباقون بالنصب، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٣٤، القرطبي ١٥/ ٣٤٣، البحر ٧/ ٤٦٥، النشر ٢/ ٣٦٦، الإتحاف ٢/ ٤٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>