للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استفهامٌ على وجه الإنكار، قرأ الكوفيون سوى حفص: "أأعْجَمِيٌّ" بهمزتين، وقرأ هشام: "أعْجَمِيٌّ" بغير مَدٍّ على الخبر، وقرأ الحسن: "أعْجَمِيٌّ" بهمزة واحدة على الخبر أيضًا، وقرأ الباقون: "آعْجَمِيٌّ" بالمد على الاستفهام (١).

قوله: {قُلْ} يا محمد {هُوَ} يعني القرآن {لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى} من الضلالة {وَشِفَاءٌ} من الأوجاع، وقال مقاتلٌ (٢): شفاءٌ لِما فِي القلوب للبيان الذي فيه، {وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ} لأنهم صُمٌّ عن استماع القرآن، والانتفاعِ بما فيه من البيان، {وَهُوَ عَلَيْهِمْ} يعني القرآن {عَمًى} قال قتادة (٣): عَمُوا عن القرآن، وصَمُّوا عنه، وقال السُّدِّيُّ (٤): عَمِيَتْ قلوبُهُمْ عنه.

وهو مصدرٌ، والمعنى: وهو عليهم ذُو عَمًى، قرأ العامة بفتح الميم على المصدر، واختاره أبو عُبيدٍ، قال: لقوله تعالى: {هُدًى وَشِفَاءٌ}، فكذلك


= ويكون هذا حكايةً لكلام الكفار، ينظر: معانِي القرآن للفراء ٣/ ١٩، الحجة للفارسي ٣/ ٣٥٨، الفريد ٤/ ٢٣١.
(١) تفصيل هذه القراءات كما يلي: قرأ حمزة والكسائيُّ، وأبو بكر عن عاصم، وخلفٌ وروحٌ: "أأعْجَمِيٌّ" بتحقيق الهمزتين، وقرأ هشامٌ في أحد أوجهه الثلاثة، ورويسٌ وقنبلٌ في أحدِ وجهينِ لهما، وابنُ عامر في روايةٍ عنه، وابنُ عباس والحسنُ والجحدريُّ والضحاكُ وأبو العالية ونصرُ بنُ عاصمٍ والقواسُ: "أعْجَمِيٌّ" بهمزة واحدة، وقرأ. أبنُ كثير. ونافعٌ وابنُ عامرٍ وأبو عمرٍو والأزرقُ وورشٌ: "آعْجَمِيٌّ" بهمزةٍ ممدودةٍ، وقرأ حفصٌ عن عاصم، وَوَرْشٌ والبَزِّيُّ، وقُنْبُلٌ ورُويْسٌ في الوجه الثانِي لهما: "أأعْجَمِيٌّ" بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية من غير مَدِّ، ينظر: السبعة ص ٥٧٦ - ٥٧٧، المحتسب ٢/ ٢٤٧ - ٢٤٨، غيث النفع ص ٢٤٩ - ٢٥٠، تفسير القرطبي ١٥/ ٣٦٨ - ٣٦٩، البحر المحيط ٧/ ٤٨٠، النشر ١/ ٣٦٦، الإتحاف ٢/ ٤٤٤.
(٢) ينظر قوله في الوسيط للواحدي ٤/ ٣٨.
(٣) ينظر قوله في المصدر السابق ٤/ ٣٨، زاد المسير لابن الجوزي ٧/ ٢٦٣.
(٤) ينظر قوله في الوسيط للواحدي ٤/ ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>