للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الجَنَّةِ، وَلَوْ عَاشَ لكَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا، وَلَوْ عَاشَ لَعَتَقَتْ أَخْوَالُهُ القِبْطُ، وَمَا اسْتُرِقَّ قِبْطِيٌّ".

وقالت طائفة أخرى: إنه مات يوم كسفت الشمس فاشتغل بصلاة الكسوف عن الصلاة عليه.

وقالت طائفة: لا تعارض بين هذه الآثار؛ فإنه أمرنا بالصلاة عليه، فقيل: صُلي عليه ولم يباشر بنفسه لاشتغاله بصلاة الكسوف، وقيل: لم يصل عليه.

وقالت فرقة: رواية المثبت أولى؛ لأن معه زيادة علم، وإذا تعارض النفي والإثبات قُدِّمَ الإثباتُ (١)، والله أعلم.

وهذه المسألة ليست بلازمة لي، لكنها وقعت في وقت، وأنكر عليَّ مَن قال لم يصلَّ عليه، واستغرب عليَّ جدًا، فأسعفتُه بالنقل، فلهذا ذكرتُها، والله أعلم.

قوله : "وَلَوْ عَاشَ لَعَتَقَتْ أَخْوَالُهُ القِبْطُ، وَمَا اسْتُرِقَّ قِبْطِيٌّ قط": هذا والله أعلم، يحتمل أمرين: أحدهما: أنه لو عاش دخلوا تحت الجزية، وأهل الجزية لا يُسترقون، أو أنهم كانوا يسلمون، والمسلمون لا يُسترقون.

قلتُه تفقهًا فإن صحَّ فمِن الله، وإن كان خطأ فمني ومِن الشيطان، والله ورسولُه منه بريئان.


(١) زاد المعاد ١/ ٥١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>