للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بتشييدها الظاهر بيبرس (١)، وتم بناؤها سنة ٦٦٢ هـ‍، وكانت مكونة من أربعة أواوين، خصص القبلي للشافعية والشرقي لدراسة الحديث الشريف .. ، وجعل بها خزانة كتب تشتمل على أمهات الكتب في سائر العلوم، وأنشأ بها مساكن للطلبة والأساتذة، وكان أول من درس الحديث الشريف فيها: الحافظ‍ عبد المؤمن بن خلف الدمياطي، وكان بيته في هذه المدرسة (٢).

وكذلك من أهم المدارس أيضا: المدرسة المنصورية والقبة، وكان المنصور قلاوون (٣) قد أتم بناءها في سنة (٦٨١ هـ‍) (٤)، ويدرس فيها جميع المذاهب الأربعة، وقد رتب المنصور قلاوون بهذه المدرسة دروسا للفقه على المذاهب الأربعة، لكل طائفة مدرس وثلاثة معيدين، ومتصدرا لإقراء كتاب الله، وخمسين طالبا، وعين لهم إماما شافعيا.

وكما تقدم عن الأسنوي وابن قاضي شهبة: فإن الحافظ‍ عبد المؤمن الدمياطي هو أول من درّس في هذه المدرسة.

أما القبة المنصورية المذكورة فهي: من أعظم المباني الملكية وأجلها قدرا، وهي تجاه المدرسة المنصورية، وهما جميعا في داخل باب البيمارستان المنصوري، ورتب فيها خمسين مقرئا، وإماما حنفيا وستة مؤذنين، ورتب درسا لتفسير كتاب الله ودرسا لحديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولكل منهما مدرس ومعيد وثلاثون طالبا .. ، وبهذه القبة مكتبة فخمة فيها عدة أحمال من الكتب التي وقفها المنصور قلاوون في أنواع العلوم، وأصبح لهذه القبة مكان ملحوظ‍ ومنزلة سامية (٥).

***


(١) وهو: السلطان المملوكي الظاهر بيبرس بن عبد الله العلائي البندقداري الصالحي، مولده سنة (٦٢٥ هـ‍) وانتقلت الخلافة في أيامه إلى الديار المصرية سنة (٦٥٩ هـ‍) وتوفي في دمشق سنة (٦٧٦ هـ‍)، انظر عنه: فوات الوفيات للكتبي (ج ١ ص ٢٣٥)، والإعلام اللزركلي (ج ٢ ص ٧٩).
(٢) برنامج التجيبي (ص ٢٧٠).
(٣) هو: السلطان المملوكي قلاوون المنصور الألفي العلائي الصالحي، تولى السلطنة (سنة ٦٧٨ هـ‍) وتوفي بالقاهرة (سنة ٦٨٩ هـ‍)، انظر عنه: فوات الوفيات (ج ٣ ص ٢٠٣)، والإعلام (ج ٥ ص ٢٠٣).
(٤) انظر: فوات الوفيات (ج ٣ ص ٢٠٤)، والسلوك للمقريزي (ج ١ ص ٧١٦).
(٥) ما تقدم انتخبته من: الحياة العقلية في عصر الحروب الصليبية بمصر والشام، لأحمد أحمد بدوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>