للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «من سره أن يبسط‍ له رزقه أو ينسأ له في أثره، فليصل رحمه» (١).

فجعل غاية تعلم الأنساب صلة الأرحام وذوي القربى، لا التفاخر والطعن بالأنساب والأحساب، ودعا الرسول صلّى الله عليه وسلّم إلى التمسك بها-أي تعلم الأنساب- والابتعاد عن ادعائها.

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر، ومن ادعى قوما ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار» (٢).

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «ما بال دعوى أهل الجاهلية … ، دعوها فإنها خبيثة» (٣).

وكان نبينا محمّد صلّى الله عليه وسلّم على معرفة ودراية بالأنساب فقد ساق نسبه حتى (عدنان) (٤)، وكان يحب أن لا يسبّ نسبه وكان ذلك حين استأذنه حسّان بن ثابت في هجاء المشركين-أي من قريش-قال: «كيف بنسبي»؟، فقال حسّان: لأسلّنّك منهم كما تسلّ الشّعرة من العجين (٥).

وقال ابن عباس: كان النبي صلّى الله عليه وسلّم «ينادي بطون قريش- ويدعوهم قبائل قبائل» (٦)، ويعرف صلّى الله عليه وسلّم أنساب قبائل العرب وربما نسب بعض أصحابه،


(١) صحيح البخاري، ك/البيوع، ب/من أحب البسط‍ في الرزق، (ر/١٩٦١)، وصحيح مسلم، ك/البر والصلة، ب/صلة الرحم وتحريم قطيعتها، (ر/٢٥٥٧).
(٢) صحيح البخاري، ك/المناقب، ب/نسبة اليمن إلى إسماعيل، (ر/٣٣١٧)، وصحيح مسلم، ك/الإيمان، ب/بيان حال إيمان من رغب عن أبيه وهو يعلم، (ر/٦١).
(٣) صحيح البخاري، ك/المناقب، ب/ما ينهى من دعوى الجاهلية (ر/٣٣٣٠)، وصحيح مسلم، ك/البر والصلة والآداب، ب/نصر الأخ ظالما أو مظلوما (ر/٢٥٨٤).
(٤) صحيح البخاري، ب/مبعث النبي صلّى الله عليه وسلّم (ج ٣ ص ١٣٩٨).
(٥) صحيح البخاري، ك/المناقب، ب/من أحب أن لا يسب نسبه، (ر/٣٣٣٨)، وصحيح مسلم، ك/فضائل الصحابة، ب/فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه (ر/٢٤٩٠).
(٦) صحيح البخاري، ك/المناقب، ب/من انتسب إلى آبائه في الإسلام والجاهلية، (ر/٣٣٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>