للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأطلق على الأنساب اسم (العلم)، فقال ابن حزم الأندلسي: أنه علم رفيع؛ وعلم فاضل (١)، وقال ابن عبد البر القرطبي: وهو علم لا يليق جهله بذوي الهمم (٢)، وقال السمعاني: وهذا العلم لهذه الأمة من أهم العلوم (٣)، وقد ذكروا له فوائد شرعية وفقهية وتاريخية عديدة (٤).

ومن هنا أيضا تبرز أهمية إخراج هذا النص المخطوط‍ النفيس «أخبار قبائل الخزرج» للحافظ‍ عبد المؤمن الدمياطي، إذ في إخراجه إضاءة الطريق أمام المؤمن الذي أحب أن يسير إلى الله على بصيرة.

ثم إن مؤلف هذا الكتاب هو: شرف الدين أبو محمّد عبد المؤمن بن خلف الدمياطي (٦١٣ - ٧٠٥ هـ‍ ١٢١٧ - ١٣٠٦ م)، قال عنه تلميذه الحافظ‍ أبو عبد الله أحمد بن محمّد الذهبي: شيخنا الإمام العلامة الحافظ‍ الحجة الفقيه النسابة شيخ المحدثين صاحب التصانيف (٥). أما تلميذه الحافظ‍ أبو الحجاج المزي فقاله عنه: كان آخر من بقي من الحفاظ‍ أهل الحديث أصحاب الرواية العالية والديانة الوافرة (٦). وقال وقال عنه ابن حجر العسقلاني: حدث عن خلائق وطال عمره وتفرد بأشياء، وأربى في علم النسب على المتقدمين وله حرمة وجلالة (٧).

لذلك فدراسة حياة هذا الحافظ‍ الفذ الذي كان له نصيب وافر في تخليد مآثر


(١) جمهرته (ص ٢).
(٢) الأنباه على قبائل الرواة (ص ١١).
(٣) الأنساب (ج ١ ص ١٨).
(٤) وانظر أيضا: نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب للقلقشندي (ص ١٣)، ومقدمة طرفة الأصحاب في معرفة الأنساب، لأشرف ابن رسول، تحقيق/صلاح الدين المنجد، ومجموعة الرسائل الكمالية (٨) في الأنساب، نشر/محمّد سعيد الكمال.
(٥) تذكرة الحفاظ‍ (ج ٤ ص ١٤٧٧).
(٦) طبقات الفقهاء الشافعيين لابن كثير (ج ٢ ص ٩٥١).
(٧) الدرر الكامنة (ج ٢ ص ٤١٧ - ٤١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>