للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خرج معه أبو أيوب، فمرض في غزاته تلك، فدخل عليه يزيد بن معاوية، يعوده، وقال له: أوص؟ قال: إذا أنا مت؛ فكفنوني، ثم مر الناس فليركبوا، ثم سيروا بي في أرض العدو حتى إذا لم تجدوا مساغا (١) فأدفنوني، وكان المسلمون يومئذ على حصار قسطنطينية، ففعلوا ذلك به، وصلى عليه يزيد، وقبره بأصل حصن القسطنطينية، بأرض الروم.

فلقد قيل: أن الروم يتعاهدون قبره ويرمّونه ويستسقون به إذا قحطوا فيسقون.

وقيل: إن الروم قالت للمسلمين في صبيحة دفنهم أبا أيوب: لقد كان لكم الليلة شأن، فقالوا: هذا رجل من كبار أصحاب نبينا، وأقدمهم إسلاما مات وقد دفناه حيث رأيتم، والله لئن نبشتموه لا يضرب لكم بناقوس في أرض العرب ما كانت لنا مملكة.

روى لأبي أيوب، الأئمة الستة: البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة.

أخبرنا: أبو الحسن بن أبي الفضائل الفقيه (٢)، وأبو القاسم بن أبي عليّ الأنصاري (٣)، وأبو محمّد بن أبي الميضق الأزدي، وأبو يعقوب بن أبي الثناء الدمشقي.

قراءة على كل واحد منهم منفردا.

وأذن لنا: أبو الحسن بن أبي الفتح البصري، إن لم يكن سماعا.

قالوا: أنا أبو طاهر أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد الحافظ‍.

ح، وقرأت على ابن مسلمة بدمشق (٤)، عن شهدة بنت الآبري.


(١) مساغا: من مساغ، ويقال: سغ في الأرض ما وجدت ماساغا، أي: ادخل فيها ما وجدت مدخلا، انظر: تاج العروس (ج ٦ ص ١٨).
(٢) هو: علي بن هبة الله بن سلامة اللخمي المصري، ابن الجميزي (٥٥٩ - ٦٤٩ هـ‍) سير أعلام النبلاء (ج ٢٣ ص ٢٥٣).
(٣) هو: عبد الله بن الحسين بن عبد الله الأنصاري الخزرجي الحموي (٥٦٠ - ٦٤٦ هـ‍) سير أعلام النبلاء (ج ٢٣ ص ٢٦١).
(٤) هو: أبو العباس أحمد بن المفرج بن علي بن مسلمة الدمشقي (٥٥٥ - ٦٥٠ هـ‍) سير أعلام النبلاء (ج ٢٣ ص ٢٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>