الحسن جميعا، أحدهم: أشعث بن عبد الملك الحمراني، ثقة، ثبت. وأشعث بن عبد الله الحداني، بصري، روى عن: الحسن، وأنس بن مالك، يعتبر به. وأشعث بن سوار الكوفي، يعتبر به، وهو أضعفهم.
قلت: الحمراني، منسوب إلى حمران بن أبان، مولى عثمان بن عفان،
وقد روى عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال له: «لا تسأل الإمارة»(١)،- الحديث-جمع كبير نحو خمسين رجل، كلهم رواه عن: الحسن عن ابن سمرة.
وقد جمع شيخنا الحافظ أبو الحجاج يوسف بن خليل، رحمه الله، طرقه على الحسن، في جزء مفرد، وهو سماعي منه.
قال ابن سعد: قالوا: وكان الحسن جامعا، عالما، وعاليا، رفيعا، فقيها، ثقة، مأمونا، عابدا، ناسكا، كبير العلم، فصيحا، جميلا، وسيما، وكان ما أسند من حديثه، وروى عن من سمع فحسن حجته، وما أرسل من الحديث فليس بحجة.
وقدم مكة فأجلسوه على سرير، واجتمع الناس إليه فحدثهم، وكان فيمن أتاه:
مجاهد، وعطاء، وطاووس، وعمرو بن شعيب، فقالوا: لم نر مثل هذا.
وكان يحدّث بالمعنى.
وكان الحسن، كاتبا للربيع بن زياد، في عهد معاوية، وكان على القضاء.
قال عمر بن أبي زائدة: جئت بكتاب من قاضي الكوفة إلى إياس بن معاوية، قال: فجئت به وقد عزل واستقضى الحسن، فدفعت بكتابي إليه، فقبله ولم يسألني عليه بينة، وكان لا يأخذ على قضائه به شيئا.
وكان الحسن يتختم في يساره، بحلقة فضّة، ويصفر لحيته، [٢٨/أ] ويصلي في نعليه، ويلبس عمامة سوداء مرخاة من ورائه.
وقال الحسن: كنت أدخل بيوت أزواج النبي صلّى الله عليه وسلّم، في خلافة عثمان، فأتناول سقف البيت بيدي.
وقال يونس بن عبيد: كان الحسن رجلا محزونا، وكان ابن سيرين، صاحب مزاح.