للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن غالب القطان، قال: حملت الحسن، على حماري من المسجد إلى منزله، فرأى ناسا يتبعونه، فقال: ما يبقى هذا من قلب رجل لولا أن المؤمن يرجع إلى نفسه فيعرفها.

وعن سلام بن مسكين، قال: سمعت الحسن، يقول: أهينوا هذه الدنيا، فو الله لاهنا ما تكون إذا أهنتموها.

ودخل فرقد، على الحسن، وهو يأكل خبيصا، فقال: تعال فكل، فقال: أخاف أن لا أؤدي شكره، فقال الحسن: ويحك وتؤدي شكر الماء البارد.

وقال حميد: كان الحسن يشتري كل يوم لحما بنصف درهم، قال: وما شممت مرقة قط‍ أطيب ريحا من مرقة الحسن.

[وكذلك قال أيوب: ما وجدت ريح مرقة أطيب من ريح مرقة الحسن] (١).

ودخل رجل على الحسن فوجد عنده ريح قدر طيبة، فقال: يا أبا سعيد إن قدرك لطيبة، [قال: لأن] (٢) رغيفي مالك وصحناءه فرقد.

وقيل للحسن: ألا تدخل على الأمراء فتأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر؟ فقال: ليس للمؤمن أن يذل نفسه إن سيوفهم لتسبق ألسنتنا إذا تكلمنا قالوا بسيوفهم هكذا، ووصف لنا بيده ضربا.

وروينا عن: عبد الله بن الحسن البصري، قال: لما أثقل أبي، قال: إجمعها لي! - يعني كتبه-، فجمعتها له، وما أدري ما يصنع بها، فأتيته بها، فقال للخادم: اسجري التنور، ثم أمر بها فأحرقت غير صحيفة واحدة.

وقال حماد بن زيد: مات الحسن ليلة الجمعة، في رجب، سنة عشر ومئة (٣)، وغسله أيوب السختياني، وحميد الطويل، وأخرج به حين انصرف الناس-يعني من صلاة الجمعة-، وقال: وذهب بي أبي معه.


(١) ما بين [] أضفته، وكتب بجانب نص المتن، وأشار الناسخ لذلك.
(٢) في المخطوطة كذا: (لطيبة لا رغيفي .. )، والإضافة والتصويب بين [] المعقوفتين من طبقات ابن سعد (ج ٧ ص ١٦٩).
(٣) تاريخ خليفة (ص ٣٤٠)، وتاريخ ابن زبر (ص ١٠٧)، وتاريخ الإسلام حوادث/١٠١ - ١٠٢ هـ‍ (ص ٤٨،٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>