للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: أنها تزوجت ثلاثة، كلهم له منها ولد: زيد، وغزية، والثالث نسي ومات ولده ولم يعقب.

شهدت أم عمارة: ليلة العقبة مع السبعين، وبايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تلك الليلة، هي وأم منيع أسماء بنت عمرو بن عديّ بن نابي، من بني سلمة، ولم تشهدها امرأة سواهما.

وشهدت أم عمارة أيضا: أحدا، والحديبية، وخيبر، وعمرة القضاء، وحنينا، ويوم اليمامة [٣٢/أ] وقطعت يدها يومئذ، فما ألوت عليها، ثم أتت ابنها عبد الله، فوجدته قد قتل مسيلمة، وهو يمسح سيفه من دمه.

وسمعت من: النّبي صلّى الله عليه وسلّم أحاديث، منها:

«الصّائم إذا أكل عنده صلّت عليه الملائكة» (١).

وكانت خرجت إلى أحد مع زوجها غزيّة بن عمرو، وابنيها عبد الله، وحبيب، فقاتلت وأبلت بلاء حسنا، وجرحت ثلاثة عشر جرحا، بين طعنة برمح، أو ضربة بسيف.

وجرحت يوم اليمامة سوى يدها أحد عشر جرحا، فقدمت المدينة وبها الجراحة، فلقد رئي أبو بكر يأتيها يسأل بها، وهو يومئذ خليفة.

وكانت أم سعد بنت سعد بن الربيع، تدخل عليها فقالت: حدثيني خبرك يوم أحد؟ فقالت: خرجت أول النهار إلى أحد، وأنا أنظر ما يصنع الناس، ومعي سقاء فيه ماء، فانتهيت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو في أصحابه، والدولة (٢) والريح للمسلمين، فلما انهزم المسلمون، انحزت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فجعلت أباشر القتال، وأذبّ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالسيف، وأرمي بالقوس، حتى خلصت إليّ الجراح، قالت أم سعد:

فرأيت على عاتقها جرحا غور أجوف!، فقلت: يا أم عمارة من أصابك هذا؟. قالت:

أقبل ابن قمئة، وقد ولى الناس عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصيح: دلوني على محمّد، لا نجوت إن نجا. فاعترض له مصعب بن عمير، وناس معه، فكنت فيهم، فضربني هذه الضربة، ولقد ضربته على ذاك ضربات، ولكن عدو الله كان عليه درعان، وكانت ضربته أعظم جراحها، فداوته سنة.


(١) انظر: مسند الإمام أحمد، ر/٢٦٥١٩ - ٢٦٥٢٠ - ٢٦٥٢١ - ٢٦٩٢٦ - ٢٦٩٢٧، (ج ٧ ص ٥٩٢،٥٠٨).
(٢) أي: الغلبة، أو نصرنا عليهم، أو الانتقال من حال الشدة إلى حال الرخاء. انظر: النهاية (ج ٢ ص ١٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>