للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعارض عبد الله بن عبيد بن نافذ العمري، في قوله:

-لما رأيت بني عوف وإخوتهم … كعبا وجمع بني النّجّار قد جفلوا.

فأجابه عبد الله بن رواحة:

-بلغ عبيدا بأن الفخر منقصة … في الصالحين فلا يذهب بك الوهل

-لما رأيت بني كعب وإخوتهم عوفا … وجمع بني النّجّار قد جفلوا

-قوم أباحوا حماكم بالسيوف … ولم ير منكم أحد بمثل الذي فعلوا

وعارض عبد الله أيضا قيس بن الخطيم الظفري بقصيدة شبب فيها بامرأته ليلى بنت الخطيم، وكان قيس قد شبب بعمرة بنت رواحة، أخت عبد الله، في قصيدته التي يفخر فيها بيوم بعاث، وأولها:

-أتعرف رسما كالطراز المذاهب … لعمرة وحشا غير موقف راكب (١) فأجابه عبد الله بن رواحة:

-أشاقتك ليلى في الخليط‍ المجانب … نعم فرشاش الدمع في الصدر غالبي

-بكى إثر من شطت نواه ولم تقف … لحاجة محزون من الحب ناصب

وهي قصيدة كبيرة.

{وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ} (٢)، قال عبد الله بن رواحة:

{إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} (٢٢٧) (٣).

وعن عبادة بن الصّامت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد عبد الله بن رواحة قال: فما تحول عن فراشه، فقال: «أتدرون من شهداء أمّتي»؟، قالوا: قتل المسلم شهادة، قال:

«إنّ شهداء أمّتي إذا لقليل، قتل المسلم شهادة، والبطن شهادة، والغرق شهادة، والمرأة يقتلها ولدها جمعا شهادة» (٤).


(١) طبقات الجمحي (ج ١ ص ٢٢٨)، وقال: (لعمرة قفرا غير).
(٢) سورة الشعراء، الآية ٢٢٤.
(٣) سورة الشعراء، الآية ٢٢٧.
(٤) مسند أحمد (ج ٤ ص ٢٠١)، (ر/١٧٨٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>