للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا ابن أخي، وجعل يتحنط‍ من (١) الحنوط‍، ثم جاء فجلس،-فذكر في الحديث:

انكشافا من الناس-فقال: هكذا عن وجوهنا حتى نضارب القوم، ما هكذا كنا نفعل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، بئس ما عودتم أقرانكم.

وفي لفظ‍ البخاري: قال أنس: لما كان يوم اليمامة، جئت إلى ثابت بن قيس بن شماس وهو يتحنط‍، قال: وأومأ بيده، قال، فقلت: يا عم ألا ترى ما يلقى الناس، فقال: الآن يا ابن أخي الآن، ثم أقبل فقال: هكذا عن وجوهنا نقارع* [١٤٥/أ] * القوم، بئسما عودتم أقرانكم، ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقاتل حتى قتل.

وفي لفظ‍، لثابت عن أنس (٢): أن ثابت بن قيس بن شماس، جاء يوم اليمامة، وقد وقد تحنط‍، ولبس ثوبين أبيضين، تكفن فيهما، وقد انهزم القوم، فقال: اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء المشركين، واعتذر إليك مما صنع هؤلاء، ثم قال: بئسما عودتم أقرانكم منذ اليوم، خلوا بيننا وبينهم ساعة، فحمل فقاتل حتى قتل، وكانت درعه قد سرقت، فرآه رجل فيما يرى النائم أنها في قدر تحت إكاف، مكان كذا وكذا، وأوصاه بوصايا فيما يرى النائم، فنظروا فوجدوا الدرع كما قال، وأنفذوا وصاياه.

قال أبو عمر (٣)، ويقال: إنه كان به مس من الجنون.

قال ابن سعد: وأخبرنا روح بن عبادة نا ابن جريح أنا عمرو (٤) بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن الأنصاري أنا يوسف بن محمّد بن ثابت بن قيس بن شماس، قال:

وأنا عفان بن مسلم أنا وهيب بن خالد أنا عمرو بن يحيى بن يوسف بن محمّد بن قيس: أن ثابت بن قيس اشتكى، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مريض، فرقاه بالمعوذات، ونفث عليه، وقال: «اللهمّ ربّ النّاس اكشف البأس عن ثابت بن قيس بن شماس»، ثم أخذ ترابا من واديهم ذلك-يعني بطحان-فألقاه في ماء، فسقاه.

رواه: النسائي (٥)، في اليوم والليلة، من حديث: حجاج عن ابن جريح، به مرسلا.


(١) في: صحيح البخاري، الموضع السابق: (يتحنط‍، يعني من الحنوط‍).
(٢) المستدرك (ج ٣ ص ٢٣٥).
(٣) الاستيعاب (ج ١ ص ١٩٤)، (من الجن)
(٤) المعرفة والتاريخ (ج ١ ص ٣٢٢)، والثقات (ج ٣ ص ٤٣)، وتهذيب الكمال (ج ٢٤ ص ٥٥٤).
(٥) السنن الكبرى، ب/بأي اليدين يمسح المريض، ر/١٠٨٥٧، (ج ٦ ص ٢٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>