للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: توفي النبي صلى الله عليه وسلم والنّعمان ابن تسع سنين، وكان ابن الزبير، أول مولود من المهاجرين ولد بالمدينة بعد الهجرة في شوال على رأس سبعة أشهر، لا عشرين شهرا، على الصحيح.

وعن عبد الملك بن عمير: أن بشير بن سعد جاء بالنّعمان بن بشير، إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ادع لا بني هذا؟. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا ترضى أن يبلغ ما بلغت، ثمّ يأتي الشّام فيقتله منافق من أهل الشّام» (١).

وكان كعب (٢)، يقول: ليؤمرن على جند حمص، أمير أشهل العينين، طويل الأرنبة، كث اللحية، حلو اللسان، مر القلب، فليصيبنه بقارعة، فذكروا النّعمان بن بشير.

قال محمّد بن عمر: فهذا ما روى لنا أصحابنا في مولد النّعمان بن بشير، وأما أهل الكوفة فيروون عنه رواية كثيرة يقول فيها: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يدل على أنه أكبر سنا مما روى أهل المدينة* [٧٥/أ] *في مولده.

منها: ما حدثني الثوري عن منصور عن ذر عن يسيع عن النّعمان بن بشير، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أفضل العبادة الدّعاء» (٣)، في أحاديث كثيرة رواها النّعمان بن بشير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول فيها: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقيل الصحيح: أنه سمع منه حديثين أو ثلاثة.

وروى النّعمان بن بشير، قال: أهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم عنب، فأعطاني قطفين، فقال لي: «كل هذا، وأبلغ هذا إلى أمّك»، قال: فأكلتهما جميعا قبل أن أبلغه إلى أمي، قال: فلما كان بعد ليال، قال: «ما فعل العنقود، هل أبلغته»؟، قلت: لا، فأخذ بأذني، وقال لي:

«يا غدر» (٤).

وكان النّعمان بن بشير: فاضلا جوادا ممدحا شاعرا خطيبا.

قال سماك بن حرب (٥): كان من أخطب من سمعت من أهل الدنيا يتكلم.

وولي الكوفة، لمعاوية بن أبي سفيان، سبعة أشهر، ثم عزلها عنها، فلحق بالشام، فصار واليا على حمص، لمعاوية، ولابنه يزيد من بعده.


(١) مختصر تاريخ دمشق (ج ٢٦ ص ١٦١).
(٢) مختصر تاريخ دمشق (ج ٢٦ ص ١٦٣). السلسلة الصحيحة (ر/١٥٧٩)، وقال: حسن.
(٣) انظر: كتاب الدعاء للطبراني (ص ٢٢،٢٣)، وعنده: (العبادة هي الدعاء)، و (الدعاء هو العبادة).
(٤) المعجم الأوسط‍ (ج ٢ ص ٢٥٢).
(٥) مختصر تاريخ دمشق (ج ٢٦ ص ١٦١)، وتهذيب الكمال (ج ٢٩ ص ٤١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>