للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما مات معاوية بن يزيد بن معاوية، وكانت خلافته أربعين يوما، وقيل:

عشرين يوما، وقيل: ثلاثة أشهر دعا النّعمان وخطب لابن الزبير بحمص، وكان ممن نصر عثمان بن عفان، وهو الذي خرج إلى أهل الشام بقتله.

قاله: محمّد بن عمر.

وقال: أنا أبو بكر عبد الله بن أبي سبرة عن عبد المجيد بن سهل بن عبد الرحمن بن عوف، قال: لما قتل عثمان، كتبت نائلة بنت الفرافصة-بفتح الفاء الأولى، وما عداه بالضم-إلى معاوية، وأهل الشام بما كان من قبله، ووصفت لهم أمره، وبعثت إليهم بقميصه الذي قتل وهو عليه، ودمه فيه، وبعثت بذلك مع النّعمان بن بشير، فقدم الشام، فدفع ذلك إلى معاوية (١).

قال محمّد بن عمر: ونزل النّعمان بن بشير، وولده الشام وذلك زمن معاوية، ثم صار عامتهم بعد ذلك إلى المدينة، وبغداد، ولهم بقية وعقب.

ذكر ابن سعد عن رجاله، قالوا: لما قتل الضحاك بن قيس، بمرج راهط‍ (٢)، وكانت للنصف من ذي الحجة سنة أربع وستين (٣) في خلافة مروان بن الحكم، أراد النّعمان بن بشير أن يهرب من حمص، وكان عاملا* [٧٥/ب] *عليها، فخالف، ودعا لابن الزبير، فطلبه أهل حمص، فقتلوه واحتزوا رأسه، فقالت امرأته الكلبية:

ألقوا رأسه في حجري، فأنا أحق، وقد كانت قبله عند معاوية بن أبي سفيان، فقال لامرأته ميسون أم يزيد،-أو بنت قرظة (٤):-اذهبي فانظري إليها؟. فأتتها فنظرت، ثم رجعت فقالت: ما رأيت مثلها، وقد رأيت خالا تحت سرتها ليوضعن رأس زوجها في حجرها، فطلقها معاوية، فتزوجها: حبيب بن مسلمة، ثم طلقها، فتزوجها: النّعمان بن بشير، فلما قتل وضعوا رأسه في حجرها (٥).


(١) المحبر (ص ٢٩٤).
(٢) مرج راهط‍: موضع في الغوطة من دمشق في شرقية، وكانت فيه وقعة مشهورة بين الضحاك بن قيس الفهري، ومروان بن الحكم الأموي، سنة ٦٥ هـ‍، معجم البلدان (ج ٣ ص ٢٤).
(٣) في: مختصر تاريخ دمشق (ج ٢٦ ص ١٦٣)، (بمرج راهط‍ في سنة أربع وستين).
(٤) في: مختصر تاريخ دمشق (ج ٢٦ ص ١٦٣)، قال: (أم يزيد: إذهبي).
(٥) مختصر تاريخ دمشق (ج ٢٦ ص ١٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>