للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذه السنة توفي: أبو ذر الغفاري؛ بالرّبذة (١)، وشهده: ابن مسعود، حين أشخصه عثمان من العراق، ثم مات ابن مسعود بعده بالمدينة، بعشرة أيام، فلما جاء نعي ابن مسعود إلى أبي الدّرداء، قال: أما أنه لم يخلف بعده مثله.

روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «عويمر، حكيم أمّتي» (٢).

عن أبي ذر (٣)، أنه قال: ما حملت ورقاء، ولا أظلت خضراء؛ أعلم منك يا أبا الدّرداء.

وعن يزيد بن عميرة، قال: حضرت معاذا، الوفاة، قيل له: يا أبا عبد الرحمن أوصنا؟، فقال: التمسوا العلم عند أربعة؛ عويمر، أي أبي الدّرداء، فإنه من الذين أوتو العلم، وذكر سائرهم (٤).

وعن خالد بن معدان (٥)، كان عبد الله بن عمرو، يقول: حدثوا عن العالمين العاملين، معاذ، وأبي الدّرداء.

وقال مسروق (٦): شاممت أصحاب محمّد صلى الله عليه وسلم، فوجدت علمهم انتهى إلى ستة؛ عمر، وعلي، وعبد الله، ومعاذ، وأبي الدّرداء، وزيد بن ثابت.

ولأبي الدّرداء، حكم مشهورة.

منها قوله: الدنيا كدر، ولن ينجو منها إلا أهل الحذر، ولله فيها علامات يسمعها الجاهلون، ويعتبر بها العالمون، من علاماتها فيها، أن حفها بالشبهات، وارتطم فيها أهل الشهوات، ثم أعقبها بالآفات، وانتفع بذلك أهل العظات، ومزج حلالها بالمؤنات، وحرامها بالتبعات، فالثري فيها تعب، والمقّل فيها نصب (٧).


(١) الربذة: قرية بنجد من عمل المدينة، على ثلاثة أو أربعة أيام منها، قريبة من ذات عرق، على طريق الحجاز إذا رحلت من فيد تريد مكة، انظر: أبو علي الهجري (ص ٢٣٩)، ومعجم البلدان (ج ٣ ص ٢٧)، ووفاء الوفاء (م ٢ ص ١٠٩١)، وتقع الآن: في الشرق إلى الجنوب من بلدة الحناكية على بعد مائة كيل عن المدينة في طريق الرياض، المعالم الأثير (ص ١٢٥).
(٢) كنز العمال، للمتقي الهندي (٣٣١٣٢).
(٣) مختصر تاريخ دمشق (ج ٢٠ ص ١٧).
(٤) مختصر تاريخ دمشق (ج ٢٠ ص ١٦).
(٥) الاستبصار (ص ١٢٦).
(٦) طبقات ابن سعد (ج ٢ ص ٣٥١).
(٧) الاستبصار (ص ١٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>