للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن الكلبي (١): شهد سعد العقبة، وكان نقيبا، سخيا، يطعم الطعام هو وستة من آبائه إلى طريف، ولهم حديث.

وذكر أبو عمر (٢) بسنده عن ابن عمر: لقد كان مناديه-يعني دليما-ينادي يوما في كل حول، من أراد اللحم والشحم فليأت دار دليم؛ فمات دليم، فنادى منادى عبادة بمثل ذلك، فمات عبادة، فنادى منادى سعد بمثل ذلك، ثم قد رأيت قيس بن سعد يفعل ذلك.

وقال أبو عمر (٣) أيضا: وكان عقبيا، نقيبا، سيدا جوادا، وفي رواية: كان سيدا في الأنصار، مقدما وجيها، له رياسة وسيادة، يعترف قومه له بها. ويقال: أنه لم يكن في الأوس والخزرج أربعة مطعمون يتوالون في بيت واحد إلا قيس بن سعد بن عبادة بن دليم، ولا كان مثل ذلك في سائر العرب أيضا إلا ما ذكر عن صفوان بن أميّة بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح (٤).

قال ابن سعد: وكان سعد لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث إليه في كل يوم جفنة فيها ثريد بلحم أو ثريد بلبن أو بخل وزيت أو بسمن، وأكثر ذلك اللحم، وكانت جفنة سعد؛ تدور مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيوت أزواجه.

وعن هشام بن عروة عن أبيه: أن سعد بن عبادة كان يدعو: اللهم هب لي حمدا وهب لي مجدا لا مجد إلا بفعال، ولا فعال إلا بمال، اللهم لا يصلحني القليل ولا أصلح عليه.

قال النمري (٥): وفي سعد بن عبادة؛ وسعد بن معاذ، جاء الخبر المأثور أنّ قريشا سمعوا صائحا يصيح ليلة على أبي قبيس:

-فإن يسلم السعدان يصبح محمّد … بمكة لا يخشى خلاف المخالف


(١) نسب معد (ص ٤١١)، وقال: (وسبعة من آبائه).
(٢) الاستيعاب (ج ٢ ص ٣٣).
(٣) الاستيعاب (ج ٢ ص ٣٣).
(٤) المحبر (ص ١٤٠).
(٥) الاستيعاب (ج ٢ ص ٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>