للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وابن الخيّر (١)، وقرأ عليه الدمياطي أيضا كتاب «الموطأ» (٢).

ولم يترك من عصره أحدا من أئمة الحديث أو تلاميذهم إلا وأخذ عنهم سماعا أو إجازة .. ، وقال في ذلك ابن شاكر الكتبي: «وسمع من أصحاب السلفي، وشهدة، وابن عساكر، وخلق من أصحاب ابن شاتيل، والقزاز وابن بري النحوي، وابن كليب، وأصحاب ابن طبرزد، وحنبل، والبوصيري، والخشوعي» (٣).

وهكذا أقبل الحافظ‍ شرف الدين الدمياطي على تلقي علم الحديث بشتى فنونه وعلومه من منابعه الصافية وشيوخ عصره ومصره، وكتب العالي والنازل (٤) وجمع فأوعى (٥)، حتى صار إمام أهل الحديث في زمانه في جميع أنواعه الجامع بين الدراية والرواية بالسند العالي .. ، ورحل إليه الطلبة من الأقطار (٦)، وأصبح له تصانيف متقنة في الحديث والعوالي (٧).

وأنشد الدمياطي عن علم الحديث فقال (٨):

علم الحديث له فضل ومنقبة … نال العلاء به من كان معتنيا

ما جازه ناقص إلا وكمله … أو حازه عاطل إلا به عليا


(١) هو: الإمام المقرئ الفقيه المحدث مسند بغداد أبو إسحاق بن محمود بن سالم البغدادي الأزجي الحنبلي، ولد (سنة ٥٣٦ هـ‍) وسمع من شهدة، وأبي الحسن اليوسفي، وأبي الفتح بن شاتيل وطائفة، وكتب بخطه كثيرا من المطولات ولقن خلقا، وكان عالي الرواية، وقال الدمياطي: توفي في سابع عشر ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين وست مئة وكانت جنازته مشهودة، ومن مروياته: «جزء الحفار» و «مشيخة شهدة» و «ثاني المحامليات» و «جزء حنبل» و «أمالي الدقيق» و «الشكر والقناعة» و «الموطأ للقعني» .. ، انظر عنه: سير أعلام النبلاء (ج ٢٣ ص ٢٣٥).
(٢) برنامج التجيبي (ص ٦٦).
(٣) فوات الوفيات (ج ٢ ص ٤١٠).
(٤) العالي: «هو قلة رجال سند الأحاديث بالنسبة إلى سند آخر يرد له ذلك الحديث بعينه بعدد أكثر من الأول، فالأول يسمى عاليا والثاني يسمى نازلا، وقد عظمت رغبة المتأخرين في طلب الإسناد العالي» الوسيط‍ ص ١٢٠.
(٥) تذكرة الحفاظ‍ (ج ٤ ص ١٤٧٨).
(٦) طبقات الأسنوي (ج ١ ص ٢٧٠).
(٧) معجم الشيوخ (ج ١ ص ٤٢٤).
(٨) رحلة العبدري (ص ١٣٧)، وعنده: «ما جازه كامل إلا ونقصه» وهو خطأ، وفهرس الفهارس (ج ١ ص ٤٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>