للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقتل الخزرج؛ حتى تقتل الأوس، فلا تحركوه، فقد استقام لكم الأمر، وإنه ليس بضاركم، إنما هو رجل وحده ما ترك. فقبل أبو بكر نصيحة بشير فترك سعدا، فلما ولى عمر؛ لقيه ذات يوم في طريق المدينة، فقال: إيه يا سعد؟، فقال سعد: إيه يا عمر؟، فقال عمر: أنت صاحب ما أنت صاحب؟، فقال سعد: نعم أنا ذلك، وقد أفضى إليك هذا الأمر، كان والله صاحبك أحب إلينا منك، وقد والله أصبحت كارها لجوارك، فقال عمر: إنه من كره جوار جاره تحول عنه، فقال سعد: أما* [٩/ب] * إني غير مستسر (١) بذلك، وأنا متحول إلى جوار من هو خير منك، قال: فلم يلبث إلا يسيرا؛ حتى خرج مهاجرا إلى الشام، في أول خلافة عمر، فمات بحوران (٢).

وروى محمّد بن عمر عن يحيى بن عبد العزيز بن سعيد بن سعد بن عبادة عن أبيه قال: توفي سعد بن عبادة بحوران من أرض الشام، لسنتين ونصف من خلافة عمر.

قال محمّد بن عمر: كأنه مات سنة خمس عشرة (٣)، قال عبد العزيز: فما علم بموته بالمدينة حتى سمع غلمان على بئر منيه (٤) أو بئر سكن، وهم يمتحون (٥) نصف النهار في حر شديد قائلا يقول من البئر:

-نحن قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة (٦) ....

-ورميناه بسهمين فلم نخط‍ فؤاده. …

فذعر الغلمان، فحفظ‍ ذلك اليوم، فوجدوه اليوم الذي مات فيه سعد، وإنما جلس يتبول في نفق، فأقبل (٧) فمات من ساعته، ووجدوه قد اخضر جلده.


(١) في: طبقات ابن سعد (ج ٣ ص ٦١٧)، (مستنسيء).
(٢) حوران: (كورة واسعة من أعمال دمشق من جهة القبلة ذات قرى ومزارع وحرار، وقصبتها بصرى، وفتحت صلحا) معجم البلدان (ج ٢ ص ٣٦٤)، وقال ابن عساكر والذهبي وابن حجر وغيرهما: مات سعد بحوران، وقبره بالمنيحة من إقليم بيت الآبار، وقيل: قرية بدمشق بالغوطة، وقيل: ببصرى، انظر مختصر تاريخ دمشق (ج ٩ ص ٢٣٥)، وسير أعلام النبلاء (ج ١ ص ٢٧١)، والإصابة (ج ٢ ص ٢٨)، وقال النووي: (وأجمعوا على أنه توفي بحوران) تهذيب الأسماء (ج ١ ص ٢١٣)، وفي: معجم البلدان لياقوت (ج ٥ ص ٢٥١)، وتاج العروس للزبيدي (ج ٢ ص ٢٣٣)، مادة: منح، قالا في (منيحة: يقال فيها قبر سعد بن عبادة، والصحيح أن سعدا مات بالمدينة).
(٣) تاريخ خليفة (ص ١١٧)، وذكره أيضا: (سنة ١١ هـ‍، وسنة ١٦ هـ‍)، وتاريخ ابن زبر (ص ٤٠،٣٩)، ومختصر تاريخ دمشق (ج ٩ ص ٢٤٦)، وأضاف: (سنة ١٤ هـ‍).
(٤) في: طبقات ابن سعد (ج ٣ ص ٦١٧)، (منبه).
(٥) في: طبقات ابن سعد (ج ٣ ص ٦١٧)، (يقتحمون).
(٦) في: طبقات ابن سعد (ج ٣ ص ٦١٧)، (قد قتلنا).
(٧) في: طبقات ابن سعد (ج ٣ ص ٦١٧)، (فاقتتل).

<<  <  ج: ص:  >  >>