للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رؤوسهم بعد ما مات علي،* [١٠/ب] *فلما دخل الحسن في بيعة معاوية بن أبي سفيان، أبى قيس بن سعد أن يدخل، وقال لأصحابه: ما شئتم إن شئتم جالدت بكم أبدا حتى يموت الأعجل، وإن شئتم أخذت لكم أمانا، فقالوا: خذ لنا، فأخذ لهم كذا وكذا، ولا يعاقبون بشيء، وأنا رجل منهم، وأبى أن يأخذ لنفسه خاصة شيئا، فلما ارتحل نحو المدينة ومعه أصحابه جعل ينحر كل يوم جزورا، حتى بلغ صرار (١).

وروى عوف، عن أبيه، عن ابن سيرين، قال: كان محمّد بن أبي بكر، ومحمّد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس من أشد الناس (٢) على عثمان، وإن عليا كان أمر قيس بن سعد بن عبادة على مصر (٣)، وكان رجلا حازما.

فبيت أنه كان يقول: لولا أن المكر فجور؛ لمكرت مكرا يضطرب منه أهل الشام بينهم.

وأن معاوية، وعمرو بن العاص، كتبا إلى قيس بن سعد كتابا يدعو أنه إلى مبايعتهما، وكتبا إليه بكتاب فيه لين، فكتب إليهما كتابا فيه غلظ‍، فكتبا إليه كتابا فيه غلظ‍، فكتب إليهما بكتاب فيه لين، فلما قرأ كتابه عرفا أنهما لا يدان لهما بمكره، فقال كل واحد منهما لصاحبه: تعال حتى نمكر الآن بعلي في شأنه، فأذاعا بالشام انهما قد كتبا إلى قيس بن سعد، وأنه قد بايعنا وتابعنا على أمرنا، فبلغ ذلك عليا فقال له أصحابه: بادر إلى مصر، فإن قيسا، قد بايع معاوية، وعمرا، فبعث علي، محمّد بن أبي بكر، ومحمّد بن أبي حذيفة، إلى مصر، وأمر محمّد بن أبي بكر، فلما قدما على قيس بن سعد، بنزعه، عرف قيس، أن معاوية، وعمرو بن العاص، قد خدعا عليا، ومكرا به، فقال قيس بن سعد، لمحمّد بن أبي بكر، ومحمّد بن أبي حذيفة: يا بني أخي لا تصافا معاوية، وعمرو بن العاص، غدا بأهل مصر، فإنهم سيسلمونكما وتقتلان!، فكان كما قال قيس.

وعن الزهري، قال: لما قدم قيس بن سعد المدينة، تواعد فيه الأسود بن أبي البختري، ومروان بن الحكم، أن يبيتاه فيمن معهما، وبلغ ذلك قيسا، فقال: والله إن هذا


(١) الاستيعاب (ج ٣ ص ٢٢٠)، وصرار: (موضع بظاهر المدينة على ثلاثة أميال منها من جهة المشرق) فتح الباري (ج ٦ ص ٢٢٥)، ك/الجهاد، ب/الطعام عند القدوم، (وقيل هو: جبل، وماء، وأطم، وبئر) معجم البلدان (ج ٣ ص ٤٥٢).
(٢) كتب فوق هذه الكلمة بين الأسطر: (قريش).
(٣) حسن المحاضرة (ج ١ ص ٢٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>