للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روى ابن سعد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يا بني سلمة، من سيدكم؟، قالوا:

سيدنا جدّ بن قيس، وإنّا لنبخله،-وفي لفظ‍: على بخل فيه-فقال: «وأّيّ داء أدوأ من البخل، بل سيدكم الجعد الأبيض عمرو بن الجموح» (١).

وقد روى مثل ذلك في: بشر بن البراء بن معرور بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عديّ بن غنم بن كعب بن سلمة.

وكان عمرو؛ يولم على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تزوج.

وكان لم يشهد بدرا (٢).

وكان رجلا أعرج، فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الخروج إلى أحد منعه بنوه من الخزرج، وقالوا: قد أعذرك الله، وبك من الزمانة ما بك، فأتى عمرو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إن بني يريدون أن يحبسوني عن الخروج معك إلى هذا الوجه، والله إني لأرجوا أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما أنت فقد عذرك الله ولا جهاد عليك»، ثم قال لبنيه: «لا عليكم أن لا تمنعوه لعلّ الله يرزقه الشّهادة»، فخلوا عنه.

قالت امرأته هند بنت عمرو بن حرام: كأني أنظر إليه موليا وقد أخذ درقته (٣) وهو يقول: اللهم لا تردني إلى أهل حرثي، وهي منازل بني سلمة.

قال أبو طلحة: فنظرت إلى عمرو بن الجموح، حين انكشف المسلمون ثم * [١٠٦/ب] *ثابوا وهو في الرعيل (٤) الأول، لكأني انظر إلى ظلع في رجله يقول: أنا والله مشتاق إلى الجنة، ثم انظر على ابنه خلاد، يعدو في إثره حتى قتلا جميعا (٥).

وفي رواية: فلما ولى الناس، أقبل على القبلة وقال: اللهم أرزقني الشهادة ولا تردني إلى أهلي خائبا، فقتل شهيدا، وجاءت زوجه هند بنت عمرو بن حرام، فحملته


(١) مجمع الزوائد (ج ٩ ص ٥٢٢)، وقال: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
(٢) في: الاستيعاب (ج ٢ ص ٤٩٦)، والاستبصار (ص ١٥٣)، وأسد الغابة (ج ٣ ص ٧٠٢)، قالوا: (شهد العقبة ثم شهد بدرا).
(٣) الدرقة: من أسماء الترس، وهو من جلود، انظر: كتاب السلاح، لأبي عبيد القاسم بن سلام (ص ٣٠).
(٤) كتب بجانب نص المتن ما يلي: (الرعلة: القطعة من الخيل، وكذلك الرعيل، والجمع: الرعال) ومثله في: الصحاح (ج ٤ ص ١٧١٠)، ولسان العرب (ج ١١ ص ٣٨٦)، (مادة: رعل).
(٥) تاريخ خليفة (ص ٧٣)، وعيون الأثر (ج ١ ص ٤٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>