للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى ابن سعد: عن عفان عن حماد بن سلمة، قال: أخبرني أبو محمّد بن معبد بن أبي قتادة: أن البراء بن معرور، كان أول من استقبل القبلة، وكان أحد النقباء من السبعين، فقدم المدينة قبل أن يهاجر* [١١١/ب] *النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل يصلي نحو القبلة، فلما حضرته الوفاة، أوصى بثلث ماله لرسول الله صلى الله عليه وسلم يضعه حيث شاء، وقال:

وجهوني في قبري نحو القبلة، فقدم النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما مات، فصلى عليه.

وعن المطلب بن عبد الله، قال: البراء أول من أوصى بثلث ماله، فأجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وعن الزهري عن ابن كعب بن مالك، قال: أوصى البراء بن معرور، عند الموت أن يوجه إذا وضع في قبره إلى الكعبة، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته بيسير، فصلى عليه.

وروى محمّد بن عمر عن يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن أمه عن أبيه، قال:

كان موت البراء بن معرور في صفر، قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بشهر.

وبه قال: أول من صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة، البراء بن معرور، انطلق بأصحابه فصف عليه، وقال: «الّلهمّ اغفر له وارحمه وارض عنه وقد فعلت» (١).

وعن خارجة، قال: لما صرفت القبلة يوم صرفت قالت أم مبشر: يا رسول الله هذا قبر البراء، فكبر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه.

وقال محمّد بن حبيب: حولت القبلة إلى الكعبة، الظهر، يوم الثلاثاء، النصف من شعبان، من السنة الثانية، رأت النبي صلى الله عليه وسلم أم مبشر بن البراء بن معرور، في بني سلمة، فقعد هو وأصحابه وجاءت الظهر، فصلى بأصحابه في مسجد القبلتين ركعتين من الظهر إلى الشام، ثم أمر أن يستقبل القبلة وهو راكع في الركعة الثالثة، فاستدار إلى الكعبة، ودارت الصفوف خلفه، ثم أتم الصلاة، فسمى مسجد القبلتين، هذا وكانت بدر بعدها في رمضان، وكان البراء بن معرور أول من مات من النقباء وأول من أوصى بثلث ماله، وأول من استقبل القبلة، وأول من دفن على القبلة (٢).


(١) المستدرك (ج ١ ص ٥٠٥). وقال: هذا حديث صحيح.
(٢) في: أنساب الأشراف (ج ١ ص ٢٤٦)، بعضا من رواية ابن حبيب صاحب «المحبر».

<<  <  ج: ص:  >  >>